أحْبَبتكِ والحبُّ عندي يكبرُ و القلبُ فيهِ الياسمينُ يُزْهِرُ
ريمٌ إذا مسَّ الفؤادَ يُسْحِرُ والثغرُ كالفجرِ جميلٌ يُبْهِرُ
يا قلبُ قدْ أغراكَ ذاكَ الساحرُ في لحظهِ الإغراءُ خمرٌ يسْكِرُ
هيَّا نجاحُ بالصباحِ نفرحُ مِنْ حولنا الأشباحُ راحت تَهْجرُ
إني إلى دقات قلبي أسمعُ حسُّ الشموخ في النفوسِ أشْعُرُ
ما عابني حبٌّ به أستمتعُ والروحُ في بحرِ الحنانِ تُبْحِرُ
ساعاتُ عمري كالضياءِ تُسْرِعُ حين الهوى مِنْ بعدِ هجرٍ يحضرُ
تلكَ الطيورُ بالغناءِ تصدحُ والعطرُ و الريحانُ قلبي يَغْمرُ
أغصانها الخضراء حولي ترقصُ في ثوبها المزدانِ دوماً تظهرُ
أمضي إليها كالرضيع أزحفُ أخشى إذا طالَ البعادُ تنفرُ
مهما جرى تبقى لنا المرجعُ و السائحُ حينَ يراها يُشْعِرُ
يا غوطةَ الشامِ هواكِ رائعُ يشفي العليلَ و يطيبُ السهرُ
ماذا جرى يا شامُ حتى يرتعَ مَنْ بالخرابِ و الدمارِ يُنْذِرُ
لا ليس منا مَنْ يُعادي شعبنا أو مَنْ بأمرِ الطامعينَ يأمرُ
أوفي زقاقِ الغدرِ دوماً يعملُ أو في كواليسِ العدوِ ينطرُ
يا شامُ أنتِ قدوةً للأمةِ ما للشقيقِ بالعداءِ يُمْطِرُ
لا تقلقي فالربُ قد أوصى بكِ مهما عليكِ الظالمينَ أشهروا
والضائعينَ في متاهاتِ الرؤى فالأمُ لو عاقَ ضناها تصبرُ
صبراً عليهمْ لنْ يطولَ غيهمْ و التوبةُ عند الكرامِ تَغْفُرُ