سلامٌ يا بلادي منْ فؤادي إلى الأحبابِ مِنْ بَعْدِ الغيابِ
دموعِ الشوقِ لا تشفي العليلَ و أنتِ تسبحينَ بالمُصابِ
أراكِ في المنامِ كالرياضِ تفيضي بالطعامِ و الشرابِ
على الشرفاتِ أزهارٌ الشآمِ تدلتْ كالعقودِ في الرقابِ
وكانتْ كالنجومِ خلفَ شالٍ مصابيحٌ تشعُ في الضبابِ
أسيرُ في الأزقةِ لا أخافُ قطيعاً مِنْ ضباعٍ أو ذئابِ
و طفلٌ كالغزالِ الحُرِّ يعدو و أُمٌ قدْ تحلتْ بالثيابِ
و في الحاناتِ صوتُ الناي يعلو و رقصات الصبايا و الشبابِ
سكونُ الليلِ لمْ يبقَ طويلاً تهاوى في الذهابِ و الإيابِ
حديثُ الناسِ بالأحداثِ دوماً يُتَوَّجُ بالثوابِ و العقابِ
قلوبٌ بالحنانِ قد تَخَلَّتْ عن الأحقادِ في يومِ الحسابِ
وهزَّ الكونَ قصفٌ كالرعودِ وبانَ اللؤمُ في فحوى الخطابِ
عليكِ قد ترامى الحاقدونَ جماعاتٌ كأسرابِ الذبابِ
باسم الحقِّ غولٌ جاءَ يبغي زوالَ الحلمِ أو نشرً الخرابِ
إذا قالوا باني قد خُدِعْتُ فذاكَ يا فتى عينُ الصوابِ
و في عقلِ الشقيقِ دبَّ داءٌ تجلى بالرياءِ و السبابِ
على الأعداءِ لا أرمي سلامي ولا حتى الضليعِ في الركابِ
و لكني بمنْ ما زلتُ واثقْ بِحُبِّ الأهلِ أُلقي بالعتابِ
لنا وطنٌ فريدٌ في المزايا حرامٌ أنْ يضيعَ بالسرابِ
وأنتمْ خيرُ مَنْ يدري النوايا .بمنْ غالى بأنواعِ العذابِ
فلموا الشَّملَ كي نجتثَ منا فساداً قدْ رمانا بالصعاب