news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
ذكريات ... بقلم : محمد عصام الحلواني

بسم الله الرحمن الرحيم


لكل منا ذكرياته التي عششت في عمق فؤاده ولن تفارقه ما دام حيا ولعل جيلنا وأنا في العقد الخامس رأى وسمع أشياء قل نظيرها في العالم اجمع ومنعتنا فورة الحضارة المتسارعة والغزو المتثاقف  من نشرها وتوريثها للأجيال الحالية فلن يجلس ولدك ليسمع دهليز حكاية ويفوت مقابلة مع المطربة فلانة أو الممثلة علانة والكوافير زيد والمدرب تبع الإيروبيك عبيد ! ..

 

وفي يوم من الأيام قلت لنحاول قبل أن يكبر الأولاد ويشبوا عن الطوق . أن أحكي لهم دهليز حكاية فجمعتهم وقلت :

في يوم من الأيام

 

(( كان الأط  ماشي بدربو ومن جوعو لاوي البو ماشي الاط ومتمشي لحتى لمح عش الفار راح الاط لعند مرتو ومرتو دبرتو و بلحشة لفحتو وعكاز حملتو ونظارة لبستو وبعتتو لعش الفار راح الاط بجوز عنين راح مرمغ حالو بالطين وسلت عالارض وتمرمغ ورفع رجليه وايديه واستسلم ادام عش الفار آمو الفيران شافوا لاوي وميت ومو صاحي الو اومو لحتى ندس كفوفو وان كنو مات نحلي صوفو ونطمه بشي كوم حجار وصاروا ينطو ويلعبو وعلى البو يتملعبو أم الاط كمع كمعة بتمو صار في سبعة وملعوب الاط  مشي عال فار

 

  فهام يا ((         ))  ..  ))

وما إن انتهيت من سرد الدهليز  حتى علت ضحكاتهم وقالوا  بابا ما هذا فقلت هذا دهليز حكاية يعني مدخل قالوا أيوجد  المزيد قلت نعم وبدأت بسرد دهليز أخر فقلت :

 

((كان يا ما كان  كان في (كتكتان) وكتكتان خياط مشهور بهداك الزمان وكان اعد بالدكان حيران وبحالو صفنان تأدم فيه العمر ولسى  ما عندو حبيبة ولا خلان وهو صفنان شم ريحة اجمل من ريح الريحان ولمح طيف ملاك مو انسان جايي صوب الدكان واذا بأميرة الزمان فاتت من الباب وصارت بنص الدكان فز كتكتان على حيلو تأدم وتأخر وانحنى امام أميرة الزمان بافتتان اعدت الاميرو والت مرحبا يا كتكتان أنا الأميرة مرجان أميرة هادا الزمان ألها والسبع تنعام بس والله أنا بدكاني خجلان كنت زينت الأرض بالورد والريحان ضحكت الأميرة والت وظريف كمان يا ضرسان شوف يا كتكتان كنت مع خلاني بالبستان وفجأة علق بشجرة وانشق الفستان وقالو انك أحسن خياط وبتعرف ترتي كمان ألها صلحو وأنتي لابستي الآن قالت لو عم تمزح ولا تتظارف كمان طبعا وأنا لابستو والآن وبلش كتكتان يرتي الفستان ويتمهيص اصدوا لحتى تطول الأميرة عندو بالدكان وكانت الأميرة عم تتأمل ملامح هال انسان ألتلو يا كتكتان لبين ما تصلح الفستان راح ارتكي عرجلك واغفوا شوي تعبانه من السيران وطار عقلو لكتكتان أميرة الزمان بالدكان وتنام على فخدي كمان تأمل كتكتان هال جمال الفتان وقال معقول هالاميرة يلي بتطير عقل الفهمان تقبل تتزوجني وتذكر هال مسكين حالتو والدكان آم بكي بمرارة وحسرة كمان أمت نزلت دمعة من عينو على خد الأميرة مرجان صحيت والت شو هاد يا كتكتان هي دمعة ولا جمرة ألها والله دمعة يا أميرة الزمان ألتلو ليش بكيت عليك الأمان ألها الأمان ألتلو أيه عليك الأمان ألها والله يا سمو الأميرة مرجان الت لحالي معؤول هال درويش ترضى تتزوجوا الأميرة مرجان أمت انتفضت الأميرة والت يا عيب الشوم عليك وطماع كمان وسلختو كف صحي منو  لاقى حالو بالدكان وطلع كل هال حكي منام بمنام لحتى كان ...))

 

وفعل الدهليز الثاني كما فعل الأول وأكثر وسرني جدا أن حكاياتنا تصلح لزماننا وزمان الأولاد أيضا وأنها فعلت ما لم يستطع أرقى أشكال التسلية الحالية فعله لهم .

فصرت أقص عليهم من هنا وهناك قصص وحكايات ونوادر كنت أظن أنها لن تهمهم وستصيبهم بالملل ولكن الحمد لله مازال هناك مورثات شغالة أعطيناها لأبنائنا .

 

ومما أذكر : كنا نشتري بالنصف فرنك سوري (يعني قرشين ونصف ) وكان الفرنك ذو قيمة كبيرة وكانت الفرنكين هي مبلغ العيدية . وكنا نشتري من عند السمان (قحاطة ) يعني بقايا الحلويات العربية تكشط وتلقى في ( تنكه) وكانت بالسمن العربي ومازالت رائحتها وطعمها حاضر لدي منذ ذاك الوقت . وكنا نشتري       ( دبوسك يا ولد ) تفاحة صغيرة مغلفة بالسكر المذاب بلون أحمر مشرق . وطعم خيالي . وكنا نشتري (مدقوقة ) أو (ناعمة) أو ( سفافة ) وهذه مسميات لمادة واحدة وهي ( القضامة ) الصفراء المطحونة و لربما خلطناها مع السكر والزعتر أحيانا . وكانت الحلوى ( قباقيب السكر ) و ( شطي مطي ) و ( بقلاوة ) و (بغاجة ) وسكا كر ( مطعم براغي ) وكنا نصنع ( عربات الخردق ) وسيارات من  ( راصور- نابض - الكنبة أو التخت ) ونلعب (كامش مكموش ) و (أبطال وحرامية ) . وكثيرا ما اختلفنا من يلعب دور لحرامي . وقد تسمع أحدنا يقول : أنا مبارح كنت حرامي اليوم دورك تكون لحرامي ..

 

وكنا نصنع مسدسات من ورق ونربط خيطا على خصرنا يحمل (البيجامة) البالية وندك فيه المسدس الورقي . وكان جل همنا أن نلعب أكبر قدر ممكن قبل المغيب موعد دخول المنزل .

 

كانت حياتنا تحمل في طياتها ملامح الابتكار والإبداع في صناعة الألعاب بيدنا ونحن أطفال . ولا أنسى يوم عيد الفطر فقبله بيوم  نكنس حارتنا ونزينها بالشجر والسجاد . وكنا نصنع قناديل ..... وطبول المسحراتي من صحون بالية وورق ونشاء  من أول يوم بشهر رمضان .

ولا أنسى بذلة العيد كانت بذلة شرطي ولم تكن الأرض تسعني من فرحتي بها وقد صدقت أنني شرطي ولم أرغب أن أخلعها .

 

ولا أنسى يوم الوقفة يوم تزين القبور بياقات الزهور و (ألقاس ) والقنب وكنا ننتظر رواح الناس عن الزيارات حتى نغير على القبور صارخين هيا يا رجال فنسلب منها القنب لصناعة ( قوس النشابة ) حينها . وكان كل فترة يمر من حارتنا بائع بوظة (أمية ) مغلفة بورقة زبده وعلى طعم الحليب فقط والواحدة بفرنك . فكنا نراه من بعيد فنطير الى بيوتنا لجلب الفرنك إن أمكن لشراء هذه الأكلة العجيبة اللذيذة جدا .

سقا الله تلك الأيام ما أجملها ولا أدري ما سيخبر أولادنا أبنائهم .

 

حياكم الله ولقد أحببت أن أشاطركم بعض ذكريات الطفولة لعلي أجد ملامح مثلها عند العزيز القارئ والسلام

محمد عصام الحلواني دمشق  2/8/2011 م        

2011-08-14
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد