news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
فراشات العشق ... بقلم : محمد عصام الحلواني

هناك يا طائر الفينيق تنبعث من جديد من بين ثنايا الأبجدية

لن تقتل أحلامنا على يد الرعاع العبيد أولاد الجبن والعنجهية


وستزهر من دمائنا حقول روائع النعمان حمراء قانية بهية

ويعبق في المكان رائحة العطاء الكبير عطر الشهامة السورية

 

وتكون أبجديتنا القديمة شاهد عصر على المواقف العربية 

وتروي لنا حكاية أن الماء اختلط بدم الطهر تلك العشية

وسقت حقولنا وترابنا الأبي من ماء ممزوج بدماء زكية

وبلحن زغردة النساء تعجنين يا أماه ترابك  بدموع سخية

 

وستصنعين منه لنا حلي وأسقف للبيوت و أواني ومزهرية

لنشرب منها رحيقا مختوم  كان مزاجه من الدموع الأبية

ومن عالي جبالك ينزف شلال عشق ذرف من عين صبية

تبكي الم الفراق وبعده وتبكي فقيدها في الحوادث الجلية

 

وتصرخ ويعتصر الفؤاد يا أماه آه أبتاه من أيتم الطفلة الزكية

لا أريد أن أرى نظرة أنتي يتيمة مسكينة من هول تلك البلية

مسكين من ينظر إلي بعين باكية بأسى ترنو بعطف شجية

مسكين من ظن بنت الشهيد ضعيفة فاقدة الحمية والهوية

 

يعيش بيننا من قدامى الأموات أ ناس بأبهى صورة بشرية

كنا نظنهم موتى اندثرت أيامهم وغابت باحاتهم الزهرية

فاكتشفت يا أماه أننا نحن الأموات وأن لهم الحياة الأبدية

وحياتهم هي الحياة بفيضها مشرقـة ظاهرة عطرة نقية

 

سيظل في القلب لهم شجو عيش ووجود يلوح لكل قضية

وأرواحهم تسبح في فضاء العطاء وهم فراشات  العشية

سيذكون بخير كل مساء وصباح بأنهم  لا يخشون المنية

والميت من عاش بالغدر والخيانة و أهرق دمائهم الأبية

 

2011-08-19
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد