حبيبتي في أي ِ مكان ٍ أضعُ فيه قدمي
أجد سكان المكان يسألوني عنك ِ
يقولون لي من أنتِ في حياتي
و أين تقع حدود محبتي لك ِ
يسألوني أيضاً ما نوع هذا العشق
الذي رسمته قلوبنا على جدران ِ العمر
ولحنته كأنشودة ٍ صباحية ٍ تغردها العصافير
على نوافذ كوخنا الصغير
و على أغصان أشجار حديقتنا
تلك الحديقة التي زرعنا فيها عشقنا
أود أن أجيبهم عن كل أسألتهم
لكن فمي يعجز عن نقل تلك الكلمات التي
رسخها حبك ِ في قلبي
لأن من المستحيل أن تشرح السماء لسكان ِ الأرض
ما نوع ذاك العشق الجميل الذي
يجمعها مع القمر ِ
فوق سرير الحلم سرير ٌ مصنوع ٌ من الدفءِ والحنان
ومن المستحيل أيضا ً أن تشرح لهم ماذا تعني لها تلك النجوم
التي تحيط بقصتهما الجميلة البريئة
ليس لأن سكان الأرض أغبياء لا يستوعبون
ما يسمعون بل لأن نصف سكان الأرض
لا يعرفون هذا النوع من العشق ِ
وخصوصا ً في زماننا هذا
فصدق العشق عندي حدوده بعيدة ً جدا ً
تماما ً كبعد ِ السماءِ عن الأرض ِ
لا يصل إليها سوى قلبي الذي لا يكتفي بتلك الحدود
فهو يسعى بعشقيه لك ِ
أن يبتكر حدود بعيدا " لعشقنا
كي يقدم لك ِ أجمل صورة ً عن العشق ِ
في هذا الزمان
فكيف لي أن أشرح لهم هذه الصورة التي ربما تعجزهم
وربما تبهر عقولهم وربما يحسدوننا
فالحسد يا جميلتي
صفة ً يتمتع بها جم من حولنا
فهو داء ً قبع قلوبهم من الصعب ِ الشفاء منه
فلمن أشرح نوع هذا العشق لنصفهم الأول أم الثاني
فكلهما من البشر ِ
ونحن أشبه ُ بملاكين نقطن بين البشر
لسنا ملاكين من نور ٍ أو من ماء ٍ
إنما بعشقنا بصدقنا
بشوقنا بنظراتنا
وبإحساسنا و مشاعرنا
فكيف نترجم لهم
ذاك العشق بالغة ٍلا يتقنونها ؟؟
و أشارات ربما لن يفهمونها
ومشاعرٌ ربما لا يملكونها
فأنا مثلا ً من عيناك ِ
تعلمت ُ كيف يبهر الساحر أنظار جماهيره
بعصاهِ السوداءِ
من عيناكِ تعلمت حروف الأبجدية
من الألفِ إلى الياءِ
من خصال شعرك ِ أدركت ُ
عشق القمر للسماء ِ
في جبينك ِ وجدتُ
دفء الشمس
ومن شفتيك ِ أصبحت ُ
أفهم حتى لغة الهمس
فهل هذا الإحساس يفهمونه سكان الأرض ؟
بل هل هذه اللغات مألوفة عند البعض ؟؟
فعشقنا يا جميلتي
لا يصل أليها من سوف يعشق في الغدِ
ولا يشبه عشق ً صنع في الأمس ِ
بل هو عشق ً رسمنه في رحم السماء
وكتبنا حروفه في عيون القمر
ومنعناه من النزول ِ إلى الأرض
في قصتنا يا حبيبتي
أسئلة ً لا يجدون أجوبتها
لأنها قصة ً تبدو عجيبة ً
فيها الجمال وفيها الصدق
فيها الورود و فيها العطر
فيها الساحر وفنون السحر
قصتنا مثل الماء حين تغضب
تجرف معها حتى بقايا الصخر
والصخر هنا أي خلاف ً قد يقف
في طريق العمر
قصتنا مثل النار تحرق كل الأشياء
كي نبقى ويبقى عشقنا
يعيش بين الأرض والسماء
قصتنا مثل البلـُبل
حين يغرد أجمل ألحانه
فوق أغصان الأشجار
وهو يداعب الأغصان بمنقاره
ويرسم عشقه فوق الأوراق
قصتنا مثل الغصن
حين تموت ورقة ً تولد ألاف الأوراق
فمن يدرك عنوان قصتنا
من يسقي ورود حديقتنا
من يرسم فرحتنا
ولمن نشرح جنون قصتنا