أمشي في هذا الشارع وأتذكر عندما كانت بجانبي تلك الفتاة التي سميتها حبيبتي ومن كثرة السير أحسست أن خطواتي بلا أرجل فهل هو التعب الذي أصاب أرجلي أم هي الذكريات الكثيرة التي تذكرتها بمروري في هذا الشارع وقد سرقت مني شعوري بالحاضر وعادت بي لأيامٍ جميلةٍ عشتها مع تلك الفتاة ..
و بينما كنت أمشي سمعت ضحكاتها التي كانت تملأ المكان وكم غارت العصافير منها لأن تغريدها كان لا يسمع لمجرد أن حبيبتي بدأت الضحك الذي كنت أسمعه كسيمفونية تجعل السكون يملأ المكان حتى أسمعها وكانت تدخل الطمأنينة لقلبي وأفرح بسماعها لأني أحب أن أرى وأسمع منها كل ما من شأنه أن يشعرني بوجودها الغالي بجانبي ..
ولكن ماذا حدث وأين ذهبت تلك الحبيبة فجأة فقد إختفت من حياتي ولم أعد أسمع عنها أية أخبار وبحثت عنها كثيراً ولا أحد إستطاع أن يدلني عليها أو يفيدني بمعلومة تجمعني بها ومنهم من قال قد سافرت والبعض قال تزوجت ومنهم من حاول أن يلمح لي بأنها هجرتني ولم يعد يهمها أمري ..
وبين كلام من هنا وكلام من هناك وعدم محاولتها التواصل معي وإهمالها لمشاعري وحبي لها وتعلقي بها قررت أن أتخلى عن حبي لها فأنا لم يعد لي وجوداً في حياتها وقد هان كل شيء عليها وبعدها عني أصابني بالمرض والتعب والهذيان وكما هي قررت أن تختار حياتها فأنا أيضاً سوف أختار حياتي لأنني إن رأيتها في أحد الأيام لن أعرفها ولن أسمح لروحي أن تتعلق بها فهي إختارت وهي من تتحمل إختيارها ..
ولن أسامحها حتى لو شربت دموع عيوني وإعتذرت ولن أعود لها حتى لو أقسمت لي بأنها تعبت وخطواتي التي بلا أرجل لا بد أن يأتي اليوم الذي أسمع فيه صوتها على الأرض وأحس بوجود هذه الخطوات فأنا قررت أن أحب من جديد وأفتح قلبي لفتاةٍ أخرى تستحق حبي وحناني فكم هو صعب أن تمشي ولا تشعر بخطواتك على الأرض وتضحي وتقدم أغلى ما لديك لشخص لا يقدر أنك إنسان من حقك أن تحب وأن تلاقي الحب ممن تحب وأهم شئ أن تعود ثقتك بنفسك وتقرر أن تفتح قلبك وتبحث عن الحب لأن الحب يعطيك الإحساس بالثقة ويشعرك بوجودك وأنت تمشي وبجانبك الشخص الذي تحبه ويحبك ..