من أقوال الرئيس الخالد حافظ الأسد : لا أريد لأحد أن يتستر عن الخطأ ويتستر عن العيوب والنواقص ..
كم هو جميل هذا القول ويحمل الكثير من المعاني والعبر التي تجعل كل مواطن سوري مسؤولاً عن ما يفعله ويراه ويسمعه ويطمح له من أجل خير هذا الوطن والمواطن ..
فالنظافة ذوق وهي عنوان الحضارة والرقي والإحترام لكل الناس إن كانوا من الداخل أو السياح الذين يأتون من الخارج
وما أريد الحديث عنه في هذا المقال هو أنه بينما كنت مسافراً إلى بلدتي من كراجات البولمان في دمشق وذلك قبل العيد بيومين وتحديداً الساعة السابعة مساءً وبعد أن سار البولمان للخروج من الكراجات تفاجأت بوجود كم كبير من النفايات والأوساخ على جانبي الشارع وكأن شخصاً قد تقصد رمي هذا الكم الكبير من الأوساخ بالرغم من تأكدي من وجود حاويات للقمامة وقد شاهدتها بأم عيني وقد كانت فارغة وحتى أنني ظننت نفسي في سوق الهال أو أن البولمان يسير على مكب من النفايات ولا تظنوا أنني أبالغ في كلامي وقد إستغربت من هذا المنظر الذي لم أشاهده طيلة أعوام أمضيتها سفر من وإلى دمشق ..
وأنا لا أستغرب تقصير المسؤولين في متابعة مثل هذه الأمور وخاصةً في الأماكن العامة كالكراجات لأنهم يسافرون في سياراتهم الخاصة ولا يضطرون للمرور بالكراجات ومشاهدة هذه المناظر المعيبة والتي إن دلَت على شيئ تدل على الإهمال من المسؤولين عن نظافة الأماكن العامة والذين هم بمرتبة أقل من المسؤولين الكبار وطبعاً هم مسؤولون أيضاً عن نقل الصورة الجميلة لهؤلاء المسؤولون الكبار ويقولون لهم بأن نظافة الأماكن العامة على أكمل وجه وبأحلى صورة
ولكن من واجب المسؤولين الكبار متابعة الأمور على أرض الواقع كل فترة وعدم الأخذ دائماً بكلام المسؤولين عن النظافة والإعتماد المطلق عليهم وعدم إحساسهم بالمتابعة والمسؤولية والحساب بنفس الوقت ..
فإذا كنا نريد الحديث عن النظافة من خلال المحطات التلفزيونية والإذاعية والمجلات والجرائد والقيام بحملات التوعية وتشجيع المواطن على النظافة وعدم رمي الأوساخ في الشارع ووضعها في سلة القمامة فكيف سنقنع المواطن بكل هذا عندما يرى هذه الأوساخ في كراجات البولمان وهو من الأماكن الحساسة وهو مدخل ومخرج للمدينة التي تمثل العاصمة وليست أية عاصمة فهذه دمشق عاصمة سورية التي كانت على الدوام رمزاً من رموز الحضارة والتقدم في الوطن العربي وكانت موقعاً مهماً للتطور والتقدم هذا الموقع الذي كان يكفينا في مرحلة من المراحل لأننا نطمح أن نشاهد سورية متقدمة أكثر ومثلاً يحتذى به ..
وأخيراً أرجو أن تكون قد وصلت الفكرة وبنفس الوقت أن تكون آذان المسؤولين قد سمعت الشكوى وأن يهتموا أكثر لنظافة هذا البلد الذي نريده دائماً لوحة فنية وبلداً جميلاً ونظيفاً أكثر وأكثر وشكراً لكم ..