كالمُستجيرِ من الرمضاء بالنار
عادَ الغرابُ بالخرابِ يـُنذِرُ و الطائراتُ في سمائي تظهرُ
و النائباتُ قلبَ شعبي تحرقُ و البارجاتُ في مياهي تـُبْحِرُ
ما أفلحَ مَنْ قال إني أهبلُ أرضى بما يرضي العدى لا أكثرُ
روحي غدت في الأسرِ ماذا أفعلُ؟ حتى بساحاتِ الوغى لا أُقـْهَـرُ
ما بين جلادٍ دمائي يـسـفكُ و الذئبُ مِنْ فوقي حمامٌ طائرُ
هذا الذي دسَّ الجواسيسَ أنبرى يوحي الى الطاغي بيَّ يَسـْتَهـْتِرُ
حتى ذيولَ الطاغي حينَ شرَّقتْ في دورها المشؤوم سادَ المنـكـرُ
يا أمتي لا تتركي هذا العدو يسطو على ثرواتـَكِ المُستَعمِرُ
مكرُ الأعادي يا بلادي دائمُ مِنْ أجلِّ قتلي المُجرِمُ يستأجِرُ
منذُ متى هَمـِّي غدى هَـمَّاً لهُ و البارحة كانَ العراقُ يُجْـزَرُ
إني بفكِ القِرْشِ صِرْتُ أسْبحُ هذا الحريقُ و ذاكَ عظمي يكْسُرُ
والناسُ مِنْ حولي على شاشاتها مَذهُولةٌ لا تـَسْمعُ أو تـُبـْصِرُ
مَنْ خانَ مَنْ رباه فوقَ صدرهِ لا يـعْرفُ ديناً و لا يـسْتـَغـْفِـرُ
مَنْ جاءكمْ مِنْ قصرهِ حينَ هوى يوماً إذا حلَّ بكمْ قدْ يـَغـْدُرُ
والمالكي و الجعفري مِنْ قبلهم باعوا العراقَ كي يسـودَ الجائرُ
يا صاحبي دربُ النضالِ شائكُ إمضِ فمنْ هابَ المنايا يـَخـْـسَرُ
أمسى النضالُ كالصلاةِ واجـِبُ يا فرحتي يوم الغرابُ يـُدْ حـَرُ
لكنني كالماردِ في وجْهِهِمْ عهدَ الكرى ولَّى و سيفي حاضِرُ
إنْ متُّ لا تبكي ولا تستسلمُ سـَجـِّلْ على قبري بأني ثـائِرُ
إني و إنْ طالَ الزمانُ أو قصرْ رغمَ الغزاة و الطغاةِ ظافِرُ