بسم الله الرحمن الرحيم
عن الحب لا تسلني وعن الهوى
عن الزمان وبيتنا الذي هوى
عن أحلامنا عن أمالنا عن أطفالنا
عن همساتنا في هدوء ذاك المساء
عن عمر مديد قضيناه معا
عن دموع ذرفناها حين اللقاء
لا تسلني كيف مات ما بيننا وكان منيعا عن الفناء
فلقد مات وأندثر كما أندثر الليل والنهار والزمان والمكان
وكما صارت ضحكاتنا تاريخا
وبكائنا ذكريات قديمة وعتيقة
وكما ندوس ترابا عتيقا
هو هامات أجدادنا ورفات أحبتنا
وكما يذوب الشجر في رحم النار
وكما يضمحل القمر مرة كل مساء
وكما يولد الفجر وسرعان ما يذهب بهائه
فلا تسلني عن الفقيد الكبير
عن قلبي رحمه الله
فلقد فارق الحياة منذ أن قررت يا شريكي أن تنتقم منه
منذ أن صار ندا ثم عدوا
فللفقيد الرحمة ولك البقاء
نعم أبقى واجتر ألام البقاء دون قلب
فالقلب الذي قتلته هو قلبك أنت
كيف تصرخ في وجه كان لك الدواء
كيف تقبح وجها كان لك الماء والهواء
كيف انقلب ما بيننا حقدا بعد ذاك الوفاء
حاولت بكل طاقتي أن أجنبك العداء
بذلت كل وسعي في محاولة البقاء
فانتصر ضجيج الفوضى الشيطانية
على جنود القلب الرحمانية
ولحظة النصر كانت بداية نهاية الشركاء
لقد فسخت شراكة العمر معك
ولقد مزقت عقد الوفاء لك
لم يعد لك في صدري مكان ولا قلب
ولم يعد لك دوحة ومتسع في أطهر فناء
بعد قتلك قلبي خسرت يا حبيبي السابق الزمان والمكان
وأصبحت أثرا بعد عين وسأخطو سريعا هربا من اللقاء
سأنسى شوارعنا وساحاتنا ومكامن اللقاء
سأنسى الجدران التي رسمنا عليها ذكريات للأبد
سأفر منك إلى نهاية الحياة بحثا عن الحياة
عمرا كان العيش فيه معك ممات ووفاة
كنت لك كما تحب وكنت لي كما ترغب وتشاء
ألم تعلم أن المحب إذا كره بعُد نفس مسافة اللقاء
هي الفيزياء تتحكم بنا فكلما قوي العزم عز اللقاء
عزيزي عن الحب لا تسلني ولا تسلني عن اللقاء
وداعا أبديا أيها الإنسان الذي عشت معه تجربة الشقاء