news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
لوحة المفاتيح ...بقلم : محمد عصام الحلواني

بسم الله الرحمن الرحيم


  

ما أن أضع أصابعي على لوحة المفاتيح حتى تنساب الحروف من بينها كالشلال الهادر فلا أعود أنظر الى شاشة الكومبيوتر ولا أرفع رأسي إلا للتصحيح النهائي حتى لا تنقطع سلسلة الأفكار ويقف ميزاب الحروف عن السيلان .

وغالبا عندما أبدأ بالكتابة تكون كتلة الموضوع كاملة حاضرة في رأسي . وأحيانا تتداخل المعلومات فأعود وأنسقها وأرتبها من جديد .

الموضوع الذي أحتاج الى إعادة قراءته ومراجعته حتى أعلم أين وصلت  فأتابع الكتابة فيه  .. غالبا لا أكون راضيا عنه . وعندي تجارب كثيرة من هذا القبيل ..

 

أصدق أبيات الشعر وأروعها كتبتها بسبب ما .  أو بسبب حالة نفسية قوية وجدانية (وعلى سبيل المثال ) .

كانت هناك امرأة من المعارف بشعة ذميمة  قصيرة  . سليطة اللسان . وكانت تتكلم في سرها بصوت منخفض فيخال المار من جنبها أنها تشتمه الى أن أتى يوم ونالتني فيه بالسباب والتغليظ من الكلام بسبب مزحة قالها لها زوجها عن لساني أي أنني أنا الذي قلت ما يدعيه مزاحا . فثارت ثورتها وألقت علي ما طاب لها من شتائم وقد نالني بعضها وجها لوجه وأنا لا أدري ما فعلت (فألفت لها قصيدة أقول فيها )

 

قالت أطال الشمس وأنا واقفة

وأبلغ سور الصين في خطواتي

أما علمت أن المرأة تخشاها

وأول ما أراها تخنقني عبراتي

تقوم عن الأرض على أربع

فيخفق قلبي وأصرخ واحسراتي

لها شعر كفرو القرد لكن

فرو القرد طيب النسمات

 

وما أن علمت بهذه القصيدة حتى نالني منها أوفر حظ من الشتائم كما لم ينله أحد من قبل .

 

ومرة منذ أكثر من عشر سنوات. مرض بعض من يخصني مرضا شديدا ولم يستطع المشي  لمراجعة الطبيب . وكان هناك صديق لي أسمه أحمد درس الطب وبدأ يمارسه فأرسلت في طلبه فكان يأتي ويغير ضمادة الجرح لقريبي  كل يوم تقريبا ..

ولم يكن يقبل أن يأخذ مني قرشا واحدا فخجلت منه وقلت فيه .

 

أحمد لك الأيام وهبتك فضائلا

في عدوها راحت تبيع وتشتري

باعتك كل فضيلة في خلقك

وأخذت من العمر السري السمهري

ناديتك فأجبت من طوع اللباب

كأنك البدر الجلي الأزهري

من جهدك ملئت عروق المبتلى

ثقة بالواحد الشافي المتجبر

فالشكر فيما قد مضى لك أحمد

ولك بما سيأتي به الدهر أصغري

 

وهكذا فكل مناسبة عندي لها مقال .

ما أود قوله أن الكتابة ليست حرفتي ولا منها معاشي ولكنها سلوى وهواية أسلي بها نفسي وأفضفض عن مكنونات صدري فيخرج ما فيه من دخان أسود تراكم بفعل ظروف الحياة .

شكرا لمن صرف وقته الثمين في مطالعة ورقتي .

وعذرا ممن يتقنون الكتابة فهذا جل مقدرتي ..

 

2011-09-18
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد