news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
الدبور في بيوتنا ... بقلم : سامي السعدي
syria-news image

خلال مشاهدتي للمسلسل السوري الرائع (الدبور) شعرت وكأنني أعيش قصة معاناة حقيقة مع تغير طفيف في أحداثها ، قد تقولون أنني أبالغ في الوصف ، ولكن ما تطالعنا به الصحف والمواقع الالكترونية تشهد أن ما سأذكره هو جزء من واقع مرير ، خطّاب (الدبور) طردته خالته عزيزة (زوجة أبيه) من المنزل ، واتهمته بتهمة باطلة ، فعاش مشردًا ، لا مأوى ، ولا سكن ، ولا مأكل ، ولا مشرب ، ولا أهل ، ولا حنان ، ولا عطف ....


ما كتبته أعلاه هو ملخص لقصة ذلك الشاب (خطاب) ولكن!! كم خطّاب في الدول العربية يعيشون بيننا ؟؟ كم طفل واجه حياة صعبة بسبب وفاة والدته ، أو أن والده قد طلق والدته وتزوج عليها ؟؟ كم طفل لم يفقد والداه ولكن الرحمة نزعت من قلبهما فأخذا يقيسان على فلذة أكبادهم ؟؟

على الرغم من وجود دور الحماية الاجتماعية ، وعلى الرغم من وجود العقوبات على من يثبت تورطه في إيذاء الأطفال إلا أن صوت العنف لا زال مدويًا في أرجاء الأمة العربية .....

سوف أسرد لكم هنا عدد من القصص التي تدمي القلب وتبكي العين ، القصة الأولى : لأب طلق زوجته التي رزقه الله منها بطفلة بريئة ، تزوج والدها بزوجة أخرى ، هذه الزوجة أخذت تضمر لابنة ضرتها كل شر ، اتخذت ابنة ضرتها لتكون خادمة لها ، تقسو عليها وتضربها وتكويها بالنار ، لم تعيش تلك الطفلة لحظات حلوة منذ طلاق والدتها ، وفي النهاية قامت خالتها (زوجة أبيها) بضربها ضربًا مبرحًا ، فتدخلت جارتها ولكن!!! الطفلة سلمت روحها لبارئها .....

 

الدبورر2القصة الثانية : لطفل توفيت والدته وعمره ثلاث سنوات ، تزوج والده بعد وفاة زوجته الأولى بسنة ، زوجته الثانية أخذت تكيل لذلك الطفل المكايد ، اتهمته بأنه يسرق أموال من والده ، واتهمته بأنه يتلفظ عليها بألفاظ بذيئة ، واتهمته بأنه يقوم بضربها ، واتهمته ... واتهمته ... واتهمته ، وفي ذلك اليوم وبينما كان والده عائدًا من عمله متضايقا ومتعبًا ، وجد زوجته وهي تصرخ على ابنه ، فلما سألها عن السبب قالت أن الطفل البريء خرج ولم يغلق باب المنزل خلفه و تفاجأ ت بوجود رجال لا تعرفهم في المنزل ، عندها أخذ ذلك الرجل بضرب ابنه ضربًا مبرحًا والطفل يصرخ ويصرخ و يصرخ وفجأة !!! سكت صوت الطفل ، نظر والده إليه ووجده قد فارق الحياة ، والأب وزوجته الآن خلف القضبان ....

 

القصة الثالثة والأخيرة : لطفلة طلق والدها والدتها ، وعندما توترت العلاقات بينهما لدى القضاء ومطالبة المطلقة لحقوقها من زوجها ، قام زوجها بقتل براءة طفلتها من خلال تزويجها من شخص لا يعرف معنى الرحمة ، بل إن الرحمة غير موجودة في قاموس حياته ، فأسقط تلك الفتاة في براثين المخدرات وترويجها ، وألقت السلطات الأمنية القبض على تلك الفتاة متورطة في جريمة ترويج للمخدرات ، والفتاة ابنة السبعة عشر عامًا كان تعيش خلف القضبان وأطلق سراحها قبل شهر رمضان الماضي بعد أن قضت في السجن عشرة أشهر ، لتخرج من السجن وتجد الدنيا قد أغلقت أبوابها في وجهها ، الكل أصبح لديه موقف سيئ من تلك الفتاة ، عندها قررت تلك الفتاة أن تضع حدًا لحياتها ، فقررت الانتحار !!!!

 

أعتذر عن ذكري لهذه القصص المأساوية ، ولكن ما ذكرته فيض من غيض ، هذه القصص موجودة في مجتمعاتنا ونعايش أحداثها كل صباح ومساء ، قد لا تكون الأم مطلقة أو متوفاة ، ولكن قد يعيش الطفل لحظات مؤلمة من خلال مشاهدته لمعارك والده ووالدته يوميًا لأسباب (تافهة) ، أو قد يعيش الطفل بين والدين لا يعرفون معنى الرحمة ، ودائما يقومون بضرب أبناءهم لأسباب طفيفة يمكن حلها من خلال التوجيه والتعليم بعيدًا عن الضرب ، وقد يقوم الوالدان بإيذاء أبناءهم من خلال التكلم عليهم والتلفظ عليهم واتهامهم بالغباء وقلة العقل وما على ذلك ، ومما يكسر قلب الأطفال عندما يسمعون أحد والديهم (يدعوا عليهم) عندها تظلم الحياة في أعينهم ....

قد يكون مسلسل (الدبور) هو عبارة عن مسلسل من بطولة عدد من رموز الدراما السورية ، ولكنه وضع يده على جرح عميق في جسد الشعوب العربية ، ودائما ما نسمع عدد من المبررات اللا مقبولة والسخيفة ، مثلا إدعاء زوجة الأب بأنها تكره أبناء ضرتها أو أنها مصابة بحالة نفسية ، أو أن زوجها كان منفعلا وغاضبًا ، ونجد المحامين يدافعون عن أجساد خالية من قلوب الرحمة ، ولا تستطيع هذه الأجساد أن تعيش إلا ...... بقتل براءة الأطفال (أحباب الرسول) .....

 

ولا أملك إلا أن أختم مقالي كما كان ختام مسلسل الدبور :

 

( أي زمن وأي حضن راح يمحي ها الدمعات ؟؟)

2010-11-10
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد