تعددت الأسماء في عالم الطرب ، فمن منا لم يسمع عن محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وعدد كبير من فناني العالم العربي من الرعيل القديم ، والآن تضج الساحة الفنية بأسماء عدد من الفنانين مثلا صباح فخري وشعبان عبد الرحيم وعبادي الجوهر وعبد الكريم عبد القادر وعبد الله الرويشد وأصالة ونوال وأحلام وراشد الماجد وماجد المهندس ورابح صقر وفدوى ويارا ونانسي عجرم وهيفاء وهبي وأليسا وروبي وقمر وكاظم الساهر ووعد و.. و.. إلخ

وقبل أكثر من خمسين عام سطع في الفلك نجم جديد ، انطلق بصوته الرائع ليغطي الأفق ، وليحظى باحترام الجميع ، أنه محمد عبده (فنان العرب الأول)  الذي حظي بما لم يحظى به بقية الفنانين (مع احترامي للجميع) ، فهو الفنان الوحيد الذي ذاع صيته في جميع أنحاء العالم ، وعلى الرغم من ظهور عدد من الفنانين بعد الفنان محمد عبده إلا أنهم لم يستطيعوا أن يحظوا بما حظي به فنان العرب ......

جماهيرية محمد عبده لم تكن وليدة الصدفة ، فقد عاش الفنان الكبير محمد عبده طفولة قاسية عاش فيها تحت خط الفقر والشدة ، عاش يتيمًا بعد أن فقد والده ، عاش في كنف والدته التي تولت تربيته ، وعندما بلغ الرابعة عشرة من عمره بدأ يهتم بدراسة الموسيقى والفن ، وكانت انطلاقته مع الملحن السوري محمد محسن الذي لحن له أغنية (خاصمت عيني من سنين) للشاعر الكبير طاهر زمخشري وكانت عام 1964م تقريبًا ، وخلال عام 1966م قدم الفنان محمد عبده أغنية (سكة التائهين) وكانت باللهجة المصرية وهي من كلمات الشاعر ناصر بن جريد وألحان الموسيقار الكبير طارق عبد الحكيم .

 بعد ذلك أراد الفنان الكبير أن يلحن لنفسه فتولى تلحين أغنية (خلاص ضاعت أمانينا .. ما دام الحلو ناسينا) فحقق نجاحًا باهرًا ، ولم يتوقف بل قام بتلحين أغنية (الرمش الطويل) من كلمات الشاعر الغريب وكان ذلك عام 1967م وحقق نجاح باهر جدًا ، ووصل صيت الأغنية إلى جميع أقطار العالم ، وعرضت على مسارح بيروت خلال صيف 1968م و خلال صيف 1969م ، وصدرت الأغنية على أكثر من ثلاثين ألف اسطوانة من القطع القديمة وبيعت جميعها ، ولم تتوقف إبداعات الصوت الجميل فأطلق أغنية (لنا الله) للشاعر الكبير إبراهيم خفاجي وألحان الموسيقار الكبير طارق عبد الحكيم وكان ذلك في عام 1967م ولا زال الطلب مستمر على هذه الأغنية .

 أما في مطلع السبعينيات الميلادية فقد بدأ الفنان الكبير في المشاركة في عدد من المسارح في عدد من البلدان مثلا : الكويت ولبنان ومصر وسوريا وقطر والأمارات فأصبح بذلك سفيرًا للأغنية السعودية ولم يتوقف بل شارك في المسارح العالمية فأصبح (فنان الجزيرة العربية) كما أطلق عليه الأمير خالد الفيصل الذي تعاون معه في عدد من الأغنيات خلال تلك الفترة من أبرزها : يا صاح – و سافر وترجع وغيرها ، بعد ذلك أطلق أهم انجازاته من خلال أغنية (أبعاد) للشاعر الكويتي الراحل فائق عبد الجليل رحمه الله وألحان الملحن الكويتي يوسف المهنا ، وهذه الأغنية خرجت عن نطاق العالم العربي فقام مطرب إيراني بترجمتها وغناها بصوته ، كما قام مطرب هندي بترجمتها وغنائها  كما انتشرت في عدد من البلدان منها تركيا واليونان وعدد من الدول الأوروبية .

 كما شهدت فترة السبعينيات تعاون الفنان محمد عبده مع الأمير الشاعر المبدع بدر بن عبد المحسن من خلال أغنية (الرسائل) وكانت عام 1974م وقدمها من خلال أحد المسارح في صيف القاهرة ، وخلال نفس المناسبة كانت هناك حفلة وكان من المفترض أن يغني محمد عبده قبل فقرة الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية، وقبل بدء الحفلة قدم متعهد الحفل آنذاك جلال معوّض نصيحة للفنانة وردة بالغناء قبل محمد عبده، لكنها لم تستمع إلى تلك النصيحة، وقالت بأن لها جمهورها وعشاقها، وبعد انتهاء فقرة محمد عبده، همّ الناس بالخروج وغادرت الجماهير بكثافة، ودخلت الفنانة وردة على المسرح لتجد جمهور ضئيل ، لذلك لم تغن وردة سوى أغنية واحدة، غادرت بعدها مكان الحفل وقطعت علاقتها فورا بالمتعهد جلال معوّض، رغم أنه قام بتقديم النصح لها ,

 وبعدها تعاون فنان العرب مع الملحن الكبير محمد شفيق شفاه الله ، ومثل معه ثنائي رائع ومبدع وقدم معه أجمل أغانيه ، وخلال حفل أقيم في تونس وحضرة الرئيس آنذاك (الحبيب بو رقيبة) قدم الفنان محمد عبده أجمل أغانيه التي نالت استحسان الرئيس التونسي فقلده وسام بو رقيبة الثقافي وأطلق عليه لقب (فنان العرب) ، وخلال عام 1988م قدم فنان العرب أجمل أغانيه الوطنية من خلال أغنية (فوق هام السحب) من كلمات الأمير الشاعر المبدع بدر بن عبد المحسن وكان ذلك في حفل افتتاح درة الملاعب (استاد الملك فهد رحمه الله) ، بعد ذلك توقف الفنان الكبير لمدة ثمان سنوات وكان السبب الرئيسي لتوقفه هو أزمة غزو الكويت حيث شارك الفنان الكبير ضمن المتطوعين السعوديين في حرب تحرير الكويت ، واكتفى في تلك الفترة بأداء الأغاني الوطنية ، وأصدر عدة ألبومات منها (هل التوحيد) وألبوم (حبيبتي) وظهر في غلاف الألبوم بالزي العسكري ، وألبوم (يا السعودي يا البطل) وكان ذلك مع انطلاق حرب عاصفة الصحراء ...

وخلال عام 1997م عاد الفنان الكبير محمد عبده للغناء من خلال حفل كبير أقيم في عاصمة الضباب (لندن) وكانت بقيادة المايسترو المبدع وليد فايد ، وقد الفنان الكبير أجمل أغانيه معلنًا أنه ليس فنان العرب فحسب بل ملك الطرب الأصيل ، ويعتبر الفنان محمد عبده أول فنان عربي يطلق خمس ألبومات دفعة واحدة وفي وقت واحد ليصنع تنافس بين هذه الألبومات ، ولم تتوقف ابداعات الفنان الكبير ، فأبدع من خلال (بنت النور) و (اختلفنا) و (المعازيم) و (مذهلة) و (الأماكن) و (رحلة عمر) و (مرت علينا) وغيرها الكثير من الأغاني ، وقدم عدد من الأغاني الوطنية غناءً ولحنًا ، ويستعد فنان العرب الكبير لإطلاق مجوعة من الأغاني الجديدة ومنها ما ذكرته عدد من الصحف ومن أبرزها (تيا وتيا) هذه الأغنية التي يترقبها الشارع الفني وكذلك أغنية (يا راحلة) من ألحان المبدع ناصر الصالح ..

وقد ظهر في الآونة الأخيرة بعض الملحنين والنقاد والفنانين الذي حاولوا النيل من فنان العرب الأول (محمد عبده) ، وأخذوا في المقارنة بينه وبين بقية الفنانين ، ناسين أو متناسين أن النتيجة في النهاية ستكون لصالح صاحب الطرب الأصيل الفنان محمد عبده الذي استطاع أن يكسب المعركة في جميع المقارنات ، كما سعى بعض أبناء الجيل الجديد من المطربين إلى تقليد الفنان محمد عبده في كل شيء حتى في نبرة صوته ولكنهم فشلوا لأنه في النهاية (لا يصح إلا الصحيح) ....

وأرجوا منكم أن تدخلوا إلى موقع البحث (جوجل) وتبحثوا عن أغنية (أيامي لك) ، وتستمعوا لها كاملة وأنا متأكد أنكم سوف تطربوا لصوته الجميل ، خلال الأغنية يهتف أبو نورة بأعلى صوته الساحر :

الله .. الله يا ها اللحظة اللي أسمعك فيها ... ردت لي روحي يا روحي وأجمل معانيها

بعد سماع هذه الأغنية سوف تجد أنه لا يوجد فنان جدير بحمل لقب فنان العرب الأول إلا ..... محمد عبده