من يتابع الأحداث وتسلسلها في وطني الحبيب يجد من غير عبء أن المؤامرة انتقلت إلى آخر فصولها – بل أُسقطت - فلطالما حاولت كلاب الخيانة النباح بأعلى أصواتها لاستهداف الدور الريادي لهذا الوطن وفكره القومي والوحدوي واستخدمت شتى أنواع الترهيب والترغيب بالسلاح والمال وعمليات التهريب لمختلف أنواع الأسلحة بما فيها الإسرائيلية .
وما رافق ذاك من محاولات بعض الدول الغربية بزعامة أمريكية وفرنسية وألمانية وبريطانية لفرض عقوبات اقتصادية تستهدف ابسط حقوق الشعب من الغذاء والدواء وإعطاء الأوامر لغرف العمليات السوداء لصناعة فبركات وتضليلات إعلامية تديرها بعض قنوات العهر العربية من مجلس التهاون الخليجي التي انتهجت خطاً خيانياً وعدائياً لهذا القطر وصولاً إلى محاولة يائسة من بعض من يتكلمون العربية في جامعة المصالح الغربية لإعطاء غطاء للنيتو لفرض حظر جوي على هذا الوطن الصامد مع بعض غير المعروفين ممن يسمون أنفسهم بالمعارضة .
وغير ذلك كثير من الفتاوى الطائفية والتحريض المذهبي التي أطلقها بعض الملتحين الذين لا يمتون إلى الدين بصلة والغطاء السياسي الذي توفره أمريكا وغيرها من دول الاستعمار القديم الحديث ورعايتها لبعض قادة الإرهاب وتأمين الجحور الآمنة لهم ، ولكن العناية الإلهية وحسن إدارة الأزمة من القيادة السياسية وعلى رأسها سيادة الدكتور بشار الأسد والوعي الشعبي والتلاحم المنقطع النظير بين الشعب والجيش رغم التضحيات التي قدمها ويقدمها يومياً جعلت الإفلاس هو نهاية هؤلاء الخونة فانتقلت خفافيش المؤامرة إلى المربع الأخير من هذه الأزمة من خلال عمليات اغتيال منظمة لرجال العلم والدين والخبرة والعقول واستهداف الكفاءات العلمية من أطباء ومهندسين وعلماء ذرة مع تكثيف عملياتها تجاه أفراد الجيش وعناصر الأمن والمواطنين العزل الآمنين على أمل منها أن تصيب في قلب الوطن مقتلاً من خلال حرمانه من خبراته وتطوره العلمي والتقني والعلمي ولكن هيهات هيهات.
تسلقوا المطالب بالإصلاحات وجعلوها مطية لتحقيق مآربهم ونادوا بالحريات وكأنهم محرومون منها ولكل أولئك نقول على الرغم من يقيننا أنهم يعرفون ما نقول : إن مسيرة الإصلاحات لم تبدأ خلال هذه الأزمة بل سبقتها بسنين ولكن التأخر في تنفيذها واستكمالها ناتج عما كان يدبر لهذا الوطن ويحاك ضده وإشغاله بمشاكل إقليمية مؤثرة جعلت من قيادتنا تعيد ترتيب سلم الأوليات حسب ما يقتضيه الظرف ويستلزمه الحدث كاحتلال العراق والويلات التي تعرض لها ثم اغتيال الحريري واتهام سورية بدمه وحربين على لبنان وغزة وتهديدات باحتلال دمشق وعزل سورية عربياً ودولياً فمن وقيعة إلى وقيعة ومن مؤامرة لأخرى ولكن سورية كانت من نصر إلى نصر والحمد لله . ورغم الظروف التي تعيشها سورية الحبيبة فالإصلاحات التي أعلنها سيادة الرئيس أضحت أمراً واقعا ًوملموساً لم تتوقف ولاشك أن استتباب الأمن وعودة الهدوء والالتفاف حول طاولة الحوار هو من أهم شروط استمرار هذه الإصلاحات .
ولعل هذه المرحلة تمكن بعض الذين لا يزالون يتعامون عن الحقيقة من رؤيتها ومن الذين يصمون آذانهم من سماعها . وهنا نتساءل : لمصلحة منْ قتل هذه الخبرات ولمصلحة من هذه الدعوات لغزو هذا الوطن واستهدافه اقتصادياً وعسكرياً وما المكاسب التي سيحققها الذين رهنوا أنفسهم للغرب وجعلوا من أنفسهم عبيداً ومرتزقة مقارنة مع حجم الخسائر التي سيتعرض لها الوطن ولمصلحة من ضرب اقتصادنا الوطني وحرماننا من الغذاء والدواء وآلات المصانع ومحركات الطائرات ومن المستفيد من كل ذلك لاشك أنهم أعداء الوطن الذين يتربصون به ويتمنون زواله . فهل من متعظ .
الوطن هو الأسمى والأعلى والأغلى لا يدانيه أو يساويه شيء في الوجود ورغم الجراح النازفة والمحن والمصائب التي يتعرض لها سيخرج من الأزمة قوياً عزيزاً منتصراً بل أقوى عزيمة وأمضى شكيمة وما مقولة سورية الله حاميها إلا حقيقة ساطعة كالشمس وليست شعاراً يرفع وان من اعتدى عليها بسهم رماه الله بسهم من عنده لا يخيب ولا يتوه وما الحثالة الذين تآمروا ويتآمرون إلا (كسراب بقيعة) سيلفظهم التاريخ وستلاحقهم اللعنات وستكون العدالة لهم بالمرصاد عندها لن ينفعهم الغرب بطائراته وبوارجه وإمكاناته والذي سرعان ما سيتخلى عنهم وعندها سيندمون ساعة لا ينفع الندم وسيكون الموت بانتظارهم لان الخائن يجب أن يموت .