news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
جامعة الهزيمة ... بقلم : علي العويد

في الأربعينيات من القرن الماضي تم اتخاذ قرار تشكيل جامعة الدول العربية وكانت الغاية في نظر معظم الشعب العربي من محيطه الى خليجه أن تكون منبراً واحداً لكافة الدول العربية وحكوماتها المختلفة ونواة للوحدة العربية الشاملة واختزال مصغر لها ولكن الحقيقة هي عكس هذا الأمر .


فالجامعة العربية وقراراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نص عليها ميثاقها كالمادة /2/ مثلاً منه تطرقت إلى صيانة استقلال وسيادة الدول المشاركة في الجامعة ...... وبقراءة لما جرى نجد أن فلسطين قد احتلت عام 1948 وبعضاً من أراضي كل من سورية ومصر والاردن عام 1967  واحتلال لبنان عام 1982 والعراق والآن ليبيا كل ذلك في ظل وجود الجامعة العربية وقراراتها الخجولة المخجلة بل ان احتلال العراق وليبيا وقصف لبنان وخرابه في هذا العقد من هذا القرن تم بمباركة من جامعة الدول   العربية واعطائها لإسرائيل وللدول الاستعمارية غطاءً عربياً لتحقيق اهدافها وهم يحاولون حالياً اعطاء مثل هذا الغطاء لضرب سورية ولكنهم سيفشلون بإذن الله .

 

أين معاهدة الدفاع العربي المشترك التي وقعت في الخمسينات في ضوء ما جرى ويجري من احتلال للأرض وانتهاك للعرض وتخريب للمقدسات .أين الوحدة الاقتصادية العربية والسوق العربية المشتركة وحرية انتقال الأشخاص والبضائع والإقامة والعمل والنقل والترانزيت والسياحة وسياسة الضرائب وتوزيع الدخل وتوحيد العملة التي سبقنا الأوربيون إليها والذين لا يملكون المقومات التي نملكها من وحدة التاريخ والمصير المشترك واللغة والدين والحب والدم والانتماء والمشاعر . اين قرارات الجامعة من احتلال البلدان العربية وتقسيم بعضها الاخر كالسودان واين هي من المجاعات التي تعاني منها بعض البلدان العربية كالصومال.

 

فلو نظرنا إلى القرارات التي اتخذت من قبل الجامعة في كل ما سبق نجد انه لم يتحقق منها شيء يستحق الذكر وبطريقة ما نجد ان القرارات صنعت تحقيقاً لمصالح الدول الغربية وما تمثله من استعمار جديد لاسيما إذا علمنا ان من أعطى الاوامر بإعلان قرار تشكيل الجامعة هي الحكومة البريطانية في ذلك الوقت لتكون الجامعة درجاً كبيراً تنام فيه قرارات القوة والمنعة العربية وأبراً لتخدير الشعوب العربية وبالتالي تحولت هذه الجامعة إلى جامعة للتهاون وللهدم العربي خاصة في ظل من يترأس الجامعة والتي نُصاب فيهم بالخيبة تلو الخيبة  فعندما ولى عمرو موسى تفاءلنا خيراً فإذا القادم أتعس من الراحل وانه كلما أتت امة لعنت اختها فحين نرى اردوغان على منصة مجلس الجامعة في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الأخير مُرحباً به وكأنه الفاتح وهو الذي يحاول بناء أمجاد الدولة العثمانية البائدة وما أورثته لدولنا العربية من تأخر وانهزامية ونهب للثروات وتراجع فكري وعلمي نجد انفسنا ملزمين - ربما لحالة الاحباط التي نستشعرها-  بالمطالبة بحل هذه الجامعة او الانسحاب منها حتى لا نكون مشاركين في الرذيلة الخيانية والرقص على جثث ضحايانا الذين سقطوا برصاص الغرب وبفاتورة دفعها معظم صغار العقول ضخام الاجساد من امراء الدول النفطية  بل نقول ان ما بُني على باطل فهو باطل طالما ان بريطانيا هي الصانعة لمثل هكذا جامعة .

 

2011-10-14
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد