نعشقكِ… بكل ما أنتِ عليه… وحبنا لك ليس وليد الساعة، بل ولد منذ اللحظة التي شعرنا بوجودك حولنا، وأنت تحضنينا بكل ما نحن عليه، وترفعين شعاراً واحداً، بأننا ملك لك وأنت ملك لنا… لا تميزين بين أبنائك من الأشرار والأخيار فلنا جميعاً المساحة نفسها منك…
أعترف أمام الله بأننا جردناك مما أنت عليه، وبتنا نسعى جميعاً نحو مصالحنا البشرية من خلالك… لقد تبنينا النظريات من هنا وهناك، فكرنا وافترضنا، وتبجحنا بالحقوق الإنسانية تارة، وبالمصالح الشخصية والمادية تارة أخرى لنستخدمك وسيلة لنعبر بها إلى ما يرضي غرائزنا البشرية…
انقسمنا، وبتنا نتجاذبك من كل الأطراف وأنت تتمزقين… كل منا يدفع باتجاهه، وأنت تبكين… نبحث عن الرضا الذاتي وأنت تتعذبين...استبحناك كالعاهرة وأنت تنزفين… نعرّيكي في نشرة الأخبار ونحن على طاولة العشاء، أو أثناء شرب الشاي مع الأصدقاء، ولم ندرك بأنك الخاسرة الوحيدة في هذه اللعبة التي نلعبها…
نستبيح دور العبادة فيكِ لننادي بحريتك ومن ثم نأتي لنغتصبها بالدبابات والرصاص وندعي حمايتك! نستغل كل وسيلة مهما تفاقمت قذارتها، ومهما فاحت رائحة الدم منها لنقول لك أننا نحبك وندافع عنك.. نكذب، ونصدق كذبتنا… كلانا خاسرون مهما كسبنا..لأنك أنت الخاسرة…
أنت تتألمين بسببنا منذ زمن.. تتألمين لأفكارنا البعثية، ولمعتقداتنا السلفية.. وتتألمين في كل محاورة ننادي معها بالحرية! ما أجملك تحت المطر.. وما أجملك على الأرض وما أجملك من تحت السحاب.. ما أجملك وأنت للجميع دون استثناء.. ما أجملك دون دماء ودخان… لكنك لا تستحقيننا… وآسف لأننا لم نكن جديرين بك وبحضنك الدافئ…
لكنني ومع ذلك متفائل.. واثق بأن اليوم سيأتي وهو بقريب... اليوم الذي ستولدين فيه من جديد، اليوم الذي ستصبحين معه للجميع..اليوم الذي ستشرق فيه شمس يمجد فيه كلنا دون اسثناء علمك ونشيدك والله على ما أقول شهيد...
