news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
حوار المشاعر ... بقلم : رامي القضماني

أفكر فيك، أتخيلك، وأمد جسورا بيني وبينك. كل هذا دون أن يشعر الآخرون من حولنا... إنها الجاذبية الفكرية، ومتانة هذه الجسور وحدها تشعرك بأن هناك شيء ما يجري... ألا تدركين أنك سعيدة اليوم ولا تعرفين السبب؟....


ألا تدركين بأن الأحداث غير المباشرة التي نشترك فيها لها وقع على سعادتنا اللحظية أكثر من أي شيء آخر... ألا توافقينني بأن أجمل ما في هذه المشاعر المتبادلة هو غموضها، لأننا نمزج الوقائع البسيطة التي بين يدينا بالخيال، وهذه التركيبة وحدها تدفعنا بنشاط جامح لأن نعلنها صريحة للذين حولنا: الحياة جميلة جدا... في الحقيقة لم أعجب لم سألتني زوجتي اليوم عن هذا السر وراء سعادتي غير الاعتيادية...

 

"اليوم سأبدو جميلة جدا... لا أدري لماذا أراقب نفسي بين الفنية والأخرى على المرآة... سأتجاهل الغباء والتخلف حولي ولو مؤقتا... وما العيب في أن أبحث عن ذاتي قليلا... تحدثنا من قبل باستمرار، لكن لا أدري لماذا أجد في لقائي اليوم معه إثارة غير مسبوقة، انه في الحقيقة سبب سعادتي اليوم"

 

في خضم زحمة البشر، والناس من حولنا يتسامرون ويضحكون، كل في عالمه الخاص، ولكنك أنت الوحيدة اليوم تسكنين عالمي، ويالها من ليلة جميلة، أراني أراجع خطواتي بتئن أمام الجميع. لم تدرك ذلك بعد ولا أريدك ان تدركيه.. لا اريد ان انتقل الى مرحلة في الرغبة بك يصعب بعدها العودة إلى الوراء...

 

"لا استطيع أن أنظر في عينيه، لا أقوى على ذلك، ببساطة أشعر بأن الناس من حولنا سيشكون بأمرنا، لا داع لهذه الاحراجات، آه كم هذه المشاعر جميلة وفياضة"

 

لماذا الآن، لماذا هذه المشاعر الآن، جميلة جدا، على الرغم من أنها مشبعة برائحة الخيانة، لكنني سأعيشها لحظة بلحظة، فلحظة السعادة ونشوة المشاعر لا تتكر إلا نادرا.. أترى هل تشعر بما حل بي؟

 

 "اعلم ان هذا السيناريو سيتكرر يوما ما، ومع شخص آخر، أرى من خلاله ضالتي التي طالما افتقدتها في شريكي...أشعر بأنني فاحشة من الداخل، أكره نفسي وأحبها في آن معا..."

 

تلك هي طبيعتنا الشاذة، نبحث دائما عن ما ينقصنا، ونجده دوما لدى الشخص غير المناسب... ولسان حالنا يقول دوما "هذا ما كنت ابحث عنه منذ زمن".. هذه حياتنا الوضيعة، حقيقتنا تتحول لأكذوبة، ومن ثم تتحول الأكذوبة إلى حقيقة مرة أخرى... تلك هي مشاعرنا، خائنة بطبعها، وفي خيانة مستمرة، إنها فقط الجرأة التي تجعلنا ننقل مشاعرنا الخائنة بطبعها إلى أرض الواقع... الان عرفت لم نحن الرجال أكثر خيانة من النساء، فقط لأننا أكثر جرأة على دفع خيانتنا لأبعد من حدود المشاعر...

 

انتهت السهرة... لا بل انتهت المسرحية... وعادت الحياة كما كانت رتيبة ومملة، لدي عمل كثير في الغد، لن أتحمل النقاشات الزوجية الروتينية اليوم، تصبح على خير"

 

قد يكون حوار المشاعر أشد فحشا من خيانة الجسد...

2011-10-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد