news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
دبلوم في الخجل ... بقلم : تمام ضاهر

العمود التاسع


  يحتّم القرار الإداري على صاحبه،  الخوض في لجّة إعداده  ، وسبر تداعياته ، و السهر على حسن سيره و تطبيقه .

 

 ويفترض فيمن يعملون بالشأن العام ، مقارعة مشكلات الناس،  والتصدي لها ،  بما يمتلكونه من علم، وخبرة،  ونفاذ بصيرة ، لا مقارعتهم،  والتصدي لهم ،  بما لا يمتلكونه من كلّ ذلك    .

 

 و بما أن البشر خطاؤون ، ولا وجود للكمال في أروقة النفس البشرية ، فكذا القرار الذي ينتج عن هذا المسؤول أو ذاك ،  في هذه الدائرة أو تلك ، فيخضع لذات القواعد  ونفس الشروط.

 

 ما لا تنطبق عليه القواعد والشروط ، هو في عدم اعتراف المسؤول ، بان ما يصدر عنه في (غير ساعات تأمله) ، يحتاج  إلى مراجعة،  أو تراجع ، وأحياناً،  إلى شجاعة الإعتراف بالخطأ  .

 

ما يثير الحيّرة أكثر،  في تداعيات الخطأ،  الذي يبتدعه المسؤول ،  هو في غياب آلية الحساب والعقاب ، وفي  بقاء ذات الشخص في ذات الموقع ،  أو عودته إلى الأضواء عبر آخر ، ليذيقنا من جديد (حلاوة) التجريب ، ويرتكب في حقنا إلهامه الإداري .

 

ما جرى الإتفاق عليه ( ضمنياً ) في شرقنا المتقدم ، هو في إعفاء المسؤول ، من تبعات الخطأ ،الذي يتسبب به في موقعه  ، فلا استقالة ، ولا إقالة ، تفتح الطريق أمام رضى الناس  .

 

على عكس الغرب المتخلف،الذي يستقيل فيه المدير أو الوزير ، لأسباب تصل حدّ التندر ، لقطع الطريق أمام غضبة الناس.

 ألا يحرجنا ذلك ،  فنتجرأ قليلاً ، ونطلب من سادتنا  (أصحاب الخبرة)، التكرم بإنقاص عدد أخطائهم فينا، أو تكثيف جهودهم وتدريباتهم،  للوصول  إلى نتيجة أفضل ، وتسجيل  خطأ واحد لا ثان له ، على مبدأ ضربة قاضية  لا يشعر المضروب بعدها بشيء.

 

لكن ، ما العمل و هؤلاء يلوحون لنا بعضلاتهم ، ويشيرون بسبّاباتهم إلى جدار علقت عليه شهادات شاهقة في العناد ، وخبرات  أكاديمية في (الجكر) .

 أمام هذا الجدار، لا سبيل أخير نقفز إليه ، غير الاقتراح عليهم  ، بالتسجيل في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، للحصول على دبلوم تأهيل في ..الخجل!

 

2011-11-05
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد