من علامات اكتمال الرجولة التلطف مع الإناث ، وذلك من خلال إدراك معنى التعايش ، والرغبة في مشاركة الأنثى على أنها إنسانة وليست رجساً من عمل الشيطان.
فمن المهم أن يكون لدى كل من المرأة والرجل دراية كافية بطبيعة كل منهما، وبذلك يسهل على كل منهما التعامل مع الآخر في ضوء خصائص كل منهما. فعندما يعرف الرجل أن المرأة مخلوق مشحون بالمشاعر والأحاسيس والعواطف، فإنه يستطيع أن يتعامل معها على هذا الأساس ،،وإذا عرفت المرأة طبيعة الرجل فإن هذا سيساعدها أيضاً على التعامل معه .
ومن هنا نعلم ضرورة حاجة كل منهما للآخر حتى خارج نطاق الأسرة ، ولعل المرأة التي تنتظر شريك الحياة معنية في هذا المقال..
دعوني أتكلم بجرأة أكبر ، عندما يبحث شاب عن الفتاة المناسبة، ما هي المعايير التي تجول في خاطره؟؟
طبعا أن تكون جميلة وطويلة ،ومنهم من يريدها مثقفة ومنهم من يريدها سبور.... إلخ
ولكن ماذا عن الفتاة التي لا تملك حظا وافراً من الجمال ، وقد تكون ذات طّله جميلة ولكنها مهملة في المجتمع بسبب انطوائيتها ، هل تظل واضعة يدها على خدها وهي تنتظر عريس الغفلة الذي ليس همه إلا البهارج الزائلة ؟
أنا لا أدعي أن الانغلاق هو السبب الرئيسي للعنوسة ولكنه أحد الأسباب ، فالفتاة المنطوية على نفسها بسبب التقاليد البالية التي تحملها هي التي تزجها في فخ العنوسة .
لأن المنطوي والأناني يتحاشى مقابلة الناس ، أما المنبسط فيذهب بنفسه لمقابلتهم، وقد يفكر المنطوي في إتيان عمل ما ولكنّ المنبسط يأتيه بالفعل..
أنا في تقدير ظني أنه لا توجد امرأة إلا ولها من الموهبة التي تساعدها في بث روح الأنوثة في المجتمع ، فلماذا نريد قتل هذه الروح ،روح المبادرة الشريفة.
أين هي الجرأة الأدبية التي تتمتع بها المرأة ، وإلى متى تظل حبيسة أفكارها متقاعسة في اختيار الشريك وفق ما تمليه عليها تقاليدها .
فهل الجرأة الأدبية من قلة الأدب..
إني أعرف كثيرا من الصبايا اللاتي تتحدث الملائكة عن صبحة وجوههن ، ويملكن من الجمال ما يحلم به روميو ، ولكن الانطوائية التي كانوا يحملونها ونظراتهم إلى الرجال بازدراء هي التي كانت تحول بينهم وبين أي ارتباط، وهم يفعلن ذلك تحت اسم الدين والإسلام ويظنون أن الإسلام حرم الاختلاط !!
فأقول لهؤلاء ما معنى قول الرسول عليه السلام ((فاظفر بذات الدين)) ؟؟؟
ومع علمهم بأن الدين يشمل كل المعاملات...
ولكني أرى أنّ هذا التوجيه النبوي يدعوا الرجل أن يتعرف على دين المرأة وذلك من خلال معاملته إياها والخروج معها وذلك تحت ظل الأهل ،أو مشاهدتها وهي تلقي الشعر، أو من خلال تواصلها الثقافي وكل ذلك قبل الخطوبة،فمن السذاجة أن تظفر بذات الدين من خلال شهادة الناس؟؟؟ وحتى المرأة كيف لها أن تعرف أخلاقه؟؟ هل تعرفه عن طريق القيل والقال ، أم عن طريق أولاد الحلال ..الذين لا يرسلون لها إلا ((طرطوشة)) من العرسان الغير مؤهلين .
ولن تستطيع المرأة أن تصل إلى هذا التقييم إلا إذا وفرنا لها حرية التعبير عن ذاتها وأمام الرجال ، وهذا لا يعني أن ترفع الكلفة أكثر من اللازم وتتحرش بهم ، ولكني معني بالمرأة التي تبادر في زيادة مواهبها وأن تشارك في المحاضرات واللقاءات الشبابية التي تمكنها من عرض مواهبها العلمية والأدبية أمام الشباب وفي ذلك نتمكن من زيادة فرصة الزواج والحد من العنوسة، وهذا سيشجع الشباب بأن يطلبوا يدها ...
إني أدعو كل الصبايا أن يتواصلوا مع الشباب تواصلاً فكرياً، وهذا يلزم الشباب أن يتعاملوا معها معاملة إنسانية ويعطيهم أريحية في التقييم ومن دون لف ودوران.وهذا سيساعدكم في الخروج من الكبت العاطفي والخروج من الانطوائية التي أصبحت سمة التشدد الغير محمود.
فالتواصل الثقافي والديني بين الجنسين هو الذي يطهر النفوس من نظرات الغدر التي تحدث بين الطرفين
فاعلمي أيتها المرأة أننا في عصر الصوت والصورة فأوصلي صوتك إلى من ترينه مناسباً لك من خلال طلتك التي تظهر في كلامك، أو من خلال تلميحاتك الخفية وبصورة محترمة .
فالمرأة المتحدثة والمثقفة هي التي تلفت نظر الرجال المثقفين وحتى ولو تقدم بها السن.
ولك في نساء الصحابة أسوة حسنة ، من خلال مشاركتهن في كل الميادين،لأن المجتمع الإسلامي مجتمع مختلط وفق ضوابط الآداب الإسلامية ، ويفتح كل ميادين العمل العام للمشاركة بين الرجال والنساء، مراعياً الحفاظ على فطرة الأنوثة والذكورة في درجات الإسهام بالعمل العام.
أخيراً أقول للصبايا اللاتي يترفعن عن الارتباط بشاب يحمل قيم العفاف ، ولا ينطبق على مخيلاتهن فتى الأحلام الهلامي ذو الشعر الطويل و ذو المال الوفير، واللاتي يتلحفن بالشهادات العلمية ولا يملكن بساطاً ثقافيا ً، لا تركبن رؤوسكن وانظروا إلى العيوب التي تحملونها، فالعمر ماض ولا يبقى إلا جمال الخلق ، فالزواج مؤسسة إنسانية وليس مؤسسة اقتصادية.