في الفصلِ الأخير للتاريخ
قصة لفتاةٍ
ولدت من جفن القمر ....
في الفصل الاخير للتاريخ
كل شيئ في التاريخ
قد ضاع وتبخر ....
كل شيئ ٍ قد مات
كل شيئ ٍ ينزف حبا
حتى القصائد ترنحت سكرى
والشوق في قوافيها انتحر ...
لا تسأليني ما هو إسمي
لا تسأليني
فلقد انكرتُ حروف إسمي
فنصفها منك
والنصف الأخر فيك تنكر ...
لا تسأليني ما هو إسمي
ففي التاريخ لاشيئ يبقى
سوى الصفحات
ولا شيئ في الصفحات غير اسماء بحرفٍ مدمر ...
في التاريخ لا شيئ صحيح
ولا شيئ في التاريخ يُذكر ...
في الفصل الأخير للتاريخ
جُعِلتُ السفاح و القاتل
والبعيد عن أرض الحضارات والجاهل
و روي عني بأني كنت على قبور النساء اتمختر ... !!!!!!
لم يسمعوا صوت التاريخ من جراحي
فكل الجروح كانت كجُـرحُـكِ
وكل الشهيدات كانت بغير الاسماء في تاريخي تتكرر ...
من خلف الضباب لملمت روحي ...
لملت الشعر والأبيات
وجمعت أوراقي ونفضت عنها الغبار والسُكر ...
نفضت عنها سحر الشرق
واعتزلت أعمدة الرخام والمرمر ...
وأطلقت الريح
لتحمل عني بعيدا
رائحة اللوز والزعتر ...
وكسرت اقلامي
ومسحت من احلامي
كل أمنيةٍ كُـتِـبَـت على سطر ٍ أشقر ...
لم تقرأي فيني إلا كتابي
لم تقرأي شعري المنحوت على جسدي كالدفتر ...
وسيُرمى مذبوحا منحورا
بين غبار الرفوف
وسيدفن في التاريخ ولا يـُبصَر ...
فأنا من رميت رخيصا كتابي
و فتحت أبوابي
لتدوسه بكل كبرياء جحافل البؤبؤ الاخضر ...
في الفصل الأخير للتاريخ
غسلت شفاهي بطعم قبلتك الأولى
فأنا لم احلم إلا من شهد الريق ان اسكر ...
فلعل القبلة الأولى
تنسيني طعم النبيذ المتعشق في شفتيك ولا اسكر ...
وسأغسل من جسدي لون عيونك
وساترك خلفي كل أصابعي فذنبها لا يُـغفر ...
وسأمضي أتلمس شوقي في عطشي
فعطشي إليك لن يصبح لغدي عطشي الأكبر ...
وسأرحل كجبلٍ من صمت
وأنا اعلم أن القلب الطاهر لا يُقهر ...
وسأبقى كشجرِ الحور
قاسياً ... ليناً ... شامخاً لا أُكـسَـر ...
كالطفلِ لملمت روحي وخبئتها في جيبي ومضيت
ولا شيئ في جيوب الاطفال
سوى ألعاباً محطمةً وصور ...
في الفصل الأخير للتاريخ
أنا من سيمسح التاريخ
وأنا من سيكتب التاريخ
وأنا من سيثهدِ للتاريخ أعواماً وشهورا ولحظات وعِبَر ...
أنا من سيقرر أن ينسى
وأنا إن شاء سيتذكر ...
أنا من سيصنع الايام
ويرسم الأيام
ويمسح من فوق الجبين الجروح
ويزرع المطر ...
في الفصل الاخير للتاريخ
سأفعل كل شيئ إلا أن " اتذكر" !!!!
ستقرأي عن بقايا روح ماتت
فيعود بها القدر ...
يعود بها كالكوكب يدور
ويدور حوله الف قمر ...
ستقرأي عن العابٍ كانت حطاماً
وأصبحت كالياسمين المنثور على مد النظر ...
وجيب الطفل الذي كان يخفي الصور
صار كالمحار لا ينجب الا الدُرر ...
وذاك الطفل نفسه , بُعِثَ ليعشق من جديد
ليروي لحبيبتهٍ اخرى
عن إمراةٍ خُـلقت في الماضي
من جفن القمر ...
فأصبحت كالتاريخ
ولا شيئ في التاريخ يُذكر ....