ما تعرض له وفد هيئة التنسيق الوطنية، التي تمثل طرفاً أساسياً من أطراف المعارضة الوطنية في الداخل، من إهانات وصلت إلى حد الضرب عند دخوله مقر الجامعة العربية في القاهرة
أعطى العالم بأسره صورة حقيقية عن السلوك (العدواني)، والديمقراطية (الدموية)، التي يريد رموز المعارضة الخارجية وأنصارهم في الداخل (فرضها) على الشعب السوري.
لا أوهام لدينا حول النموذج الديمقراطي الذي يروج له أنصار التدخل العسكري في شؤون سورية، المتحلقون حول طاولات (الحوار مع الآخر) في إستانبول وبرلين ومدن أمريكية وأوربية أخرى، لكن أعماقهم تختزن حقداً دفيناً لا على الحوار فقط، بل على الآخر.. ورأي الآخر.
فالحوار حضارة.. وهم دعاة التخلف والسلفية، والحوار انفتاح على الآخرين.. وهم أنصار الانغلاق والإقصاء، والحوار مخرج وحيد لأزمة السوريين الطامحين إلى غد ديمقراطي مشرق.. وهم يعمّقون أزمة الوطن.. ويسددون بنادقهم إلى صدور أبنائه.. في محاولة لفرض وصايتهم على شعبنا، الذي أثبتت الشهور المتأزمة أنه لا يطيق وصاية سياسية، بل يسعى إلى الاختيار الحر الواعي عبر ممارسة ديمقراطية تعددية، ولا يطيق وصاية النخب الرأسمالية الطفيلية والفاسدين، بل يسعى إلى توزيع عادل للثروة الوطنية.
يندب هؤلاء المعارضون في مؤتمراتهم الخارجية، وأمام عدسات وميكروفونات الفضائيات، فقدان التعددية والحرية والحوار في سورية، ويطالبون بتدخل دولي، وباستنساخ السيناريو الليبي، الذي سيحمل -حسب زعمهم- الحرية والديمقراطية للسوريين.أما في سلوكهم العملي، فيلجؤون إلى القتل والترهيب وفرض الآراء وتخوين الآخرين!
لقد سئم السوريون المتاجرين بمحنتهم.. المتربصين بخراب وطنهم، كما سئموا عقلية التفرد.. وسلوك (المتفردين)، فعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء.وهم بانتظار التئام الشمل الوطني الممثل لجميع مكونات وأطياف المجتمع السوري السياسية والاجتماعية، لوضع خريطة طريق لسورية الديمقراطية، المتآلفة بنسيجها الاجتماعي المتعدد، المعادية لقوى الهيمنة والاستعمار، الساعية إلى إنهاض اقتصادها الوطني، وتحقيق التنمية الشاملة التي تعيد توزيع ثروات الوطن وفق مبادئ العدالة الاجتماعية.
المعارضون من هيئة التنسيق الوطنية، الذين رفعوا شعار النضال السلمي من أجل سورية الديمقراطية الحرة، وتبنوا لاءات ثلاث للتدخل الخارجي، وعسكرة الاحتجاجات السلمية، والتحريض الطائفي، نالوا (نصيبهم) من دعاة (الديمقراطية) الزائفين دفعاً وضرباً وشتائم. ونسأل هنا: بمن سيرحب هؤلاء الديمقراطيون (الخارجيون)؟ ولمن سيفرشون الدرب ورداً ؟ خمّنوا!