news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
شعر
أبكي دمشــــــــق ... بقلم : يامن أبو هايله

عندما أبكي دمشق

أبكي فيها عشقي الاوحد والاخير ....


أبكي ياسمينها

وحمامها

وأبكي تاريخها والمصير ...

وأبكي قبابها الشاهقات وسحابها

 

وصدرها الحنون والوثير ...

ولون الدم الممزوج في ترابها

 واتلطف فيها العلي القدير ...

وأبكي المسك الممهور بهوائها

 والنرجس الفواح من إسمها في الشهيق والزفير ...

 

أبكي روحي من بين جفوني

شعرا لا يعرف الصمت

وأبكي قلباً كان بأجنحة

الطير فوق اسطحةِ البيوت  يطير ....

 

عندما أبكي دمشق

تطوف  دموعي بدواوين نزار

وتغطي كل صبابا الشام عيوني 

 

بشالات الحرير ....

أبكيكي بحرقة عاشق قد يخسر الدنيا

بجثمان أرهقه تعنت الأعمي

وداسته ارجل الضرير ...

 

أبكيكي ....

وأبكي بساتين الزيتون في عيون حبيبتي

وأبكي حقولَ سنابلٍ كانت

 

ترسم على اكتافها مستقبلي الكبير ...

أبكي فيك أغلى نساء الارض

وأدفن عروقي بين ذراعيك

وأودع عشقي الاخير ....

 

عندما أبكي دمشق

أعرف بأني أبكي الدنيا

أبكي الياسمين المعرش على زنودي

وعلى  شباك بيتنا الصغير ...

أبكي ضحكة أمي وابتسامة أبي

وأبكي الجرائد ومدفئة الحطب

وأبكي السجاد والحصير ...

 

وأبكي رائحة القهوة المتعشعشةَ بين انفاسي

وأبكي فحم التنور وخبز الشعير ...

أبكي عرقي المنساب من جبين رجالكِ

وأبكي الكحل في اجفان الليل

وأبكي ضياء القمر في البؤبؤ المنير ...

 

أبكي كألف صبي

كتبوا بالطبشور على جدان حارتك

أُنشودة الامطار

وحكاية الحلم الصغر ...

أبكي كألف بنتٍ

 

عقدو بُـكَـلهم الحمراء

على أغصان ليمونة الدار

ورقصوا على أنغام الحفيف

وأطربهم في نافورة الماء الصرير ....

 

عندما أبكي دمشق ...

تبكي معي بساتين الرمان

ويبكي الفل وأعواد الريحان

ويبكي النارنج بغصنه الكسير ...

 

وتبكي غصباً عنها اسوار دمشق

وتسجد لله ابوابها والجدران

وتعانقني مآذن الجامع الكبير ...

عندما أبكي دمشق ....

 

أعرف بأني أبكي الوطن الاخير ...

والحب الاخير ...

والعشق الاخير ...

والتاريخ الاخير ...

 

أبكي وأبكي وأبكي

وأنا أعرف بأن الدمع

لا يُـذرَفُ  كالنار إلا ....

عند الفراق الاخير .....

 

2011-12-11
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد