غراب الليل
وبومة النهار
صارا من أشهر طيور هذا الزمن
زمن الأزمات وفقدان الثقة
زمن الوقوع والموت ألف مرة
والموت عادة يأتي مرة !
زمن الغصة بالكلمة والغصة بالدمعة والغصة بالآه
زمن نعوش تركض يتبعها صراخ ثكلى
النعش و الثكالى
صارا أغنية كل صباح
كذب كثير وغدر جبان صارا شعار المرحلة
ما عاد للأمان مكان
صار الأمان يبحث عن مكان يأمن فيه من غدر الخلان
صرنا نكره بعض الكلمات
كشاهد عيان
صرنا نكره بعض الأصوات
كصوت عرعرة الذئبان
صرنا نكره أن نحب
صرنا نكره أن نتسع لنشمل الكون لأنه ضاق بنا
صارت لنا حكاية يرويها الغلمان
صار حلمنا ضعفاً
وحبنا جبناً
وصار صراخنا عويلاً
أظلم مع الغدر نهارنا
وسقط الشعر عن مفارقنا وشاب أطفالنا
وهلع كبارنا وجزع ضعافنا
وهرول يهرب من حتفه إلى حتفه كل جبان
لم نعد ننام مطبقي الجفنان
تعلمنا أن ينام نصفنا ويبقى نصفنا الأخر يقظان
غادرنا الحلم ولما رحل حل مكانه واستوطن الحقد المكان
وقال أنا ساكن المكان الجديد ومن استطاع أن يجليني عن قلبه فليفعل
آه يا قلب وكنت وعدتني أن لا يسكنك جبان
أ صرت مأوى للقاتل والقتيل ففي يوم ما كانا لك جناحان
صار للأخ موقف واحد ولأخيه صار موقفان
صار الحبيب يسأل نفسه ماذا يريد حبيبي مني . ؟ .
يريد مالي أم المكان أم الخلاخل والأساور والتيجان
وصار الصباح يهرب مسرعا ويلحق به الظهر والعصر و يبيت المساء حيران
يقول الصباح لا أحب أن أطلع على جرائم الإنسان
فيرد الظهر صرت أيقونة يدفن في وقتي الشبان
فيبكي عصر أمة . ُتحارب الشريف وتنتصر للغربان
ويرخي جناحيه السوداويان مساء اليتم . فلا قمر فيه ينير
وهناك تنتشر الذئاب قطعان
آه زمان الخذلان
هي رواية أرويها عن الفقيد المرحوم الإنسان
متى نصحوا من هذا الكابوس الذي أرق الولدان
وشيب الطفل الصغير ولوث الروح والريحان
متى ستطلع الشمس على بلادي أليس للصبح عنوان
يا سائلي عن الأمن والأمان
يا سائلي عن زماننا الذي كان
يا من يساءل ملحا أين رحل الوجدان
أجيبك من عمق الروح سيعود بلدي أحلى مما كان
