كم نفرح عندما نصادف شخص كنا نعرفه في الماضي وكان له عندنا معزة خاصة وحب وإحترام ولكن الظروف كانت أقوى منا وأبعدته عنا ولكن شاء القدر واجتمعنا به وعندما رأيناه أحسسنا بنفس المشاعر والأحاسيس التي كنا نحسها قبل أن نفارقه بالماضي
وتعود معه كل تلك الذكريات الجميلة وحتى بنفس الشوق للحديث معه وسماعه والسؤال بشغف عن أخباره ..
ونقول له بعد السلام عليه كم هي صغيرة هذه الدنيا التي عادت وجمعتنا من جديد ومن كان يتوقع أن نلتقي في هذا المكان والزمان فهل لأن مشاعرنا إتجاه بعضنا متشابهة وصادقة ولم تتغير على طول الأيام والنية صافية وقد تجمعنا على المحبة والطيبة وكنا نتمنى الخير لبعضنا وما زلنا حتى الآن ..
ولكن مالسبب في أن هناك بعض الأشخاص الذين كنا قد عرفناهم خلال فترة معينة من حياتنا وأيضاً نحمل لهم نفس المشاعر الأحاسيس التي نحملها لمن نلقاهم بالصدفة لا نلتقي بهم أبداً ومهما دعينا لربنا أن يجمعنا بهم من جديد ونعرف ولو حتى أخبار عنهم لا يصلنا منهم شيء ولا تساعدنا الظروف على لقائهم وكأن القدر لا يريد أن يتدخل بيننا وبينهم فهل السبب أنهم لا يحملون لنا نفس المشاعر وقد كنا مخدوعين بهم في ما مضى ولم تكن نيتهم صافية إتجاهنا وربما لمصلحة ما كانوا يتظاهرون عندها بحبهم لنا وعندما إنتهت هذه المصلحة والظروف التي أدت لصداقتنا معهم قرروا الإبتعاد من دون أن يتمنوا اللقاء معنا في يوم من الأيام ولا نستغرب هروبهم من شارع يشاهدونا به من دون أن ننتبه لهم فكم كانوا كذبة كبيرة في حياتنا ولم نكن ندري وقتها ..
ولكن حتى لا نظن ظن السوء ببعضهم نقول في أنفسنا سبحان الله هذه الدنيا كم هي كبيرة وقادرة على أن تفرق ولا تجمع بين الناس ومهما حاولنا أن نفهمها ونتقرب منها نجدها تبتعد عنا وتزيد حياتنا تعقيداً على تعقيد وتوقعنا في حيرةٍ ما بعدها حيرة وتجعلنا نطرح أسئلة كثيرة على أنفسنا ولا نجد لها أجوبة وكم نخفي من هذه الأسئلة بداخلنا خوفاً منا أننا إذا سألنا قريباً منا أو بعيداً عنا لا يفهمنا ويكون فكرة خاطئة حولنا وحول أفكارنا فنحن نبقى ضيوفاً على هذه الدنيا وهي لا تطلب منا أن نفهمها بل أن نعيشها بما يرضي الله وهو العالم ما تخفيه الصدور وما تعلنه وستبقى هذه الدنيا كما تريد هي أن تكون إما دنيا صغيرة أو دنيا كبيرة .