- لا يمكن أن نشارك في حراك  ليس له برنامج عمل وأجندة واضحة وقيادات واضحة، فلا يمكن أن نسير خلف أناس لا نعرفهم ولا نعرف خلفياتهم ولا حتى تاريخهم؟؟ ففكرة ثورات شبابية بدون قيادات، هي فكرة غريبة وملغومة وغير مقنعة ..

وعندما تبلورت هذه القيادات (وياليتها لم تتبلور)، وجدنا مايلي:

- أستاذ السوربون ـ قائد المعارضة السورية ، الذي يمكن أن يصبح رئيساً لسوريا في غفلة من غفلات الزمن، يصرّح لوسائل الإعلام الغربية عن أنّ النظام السوري يخفي الدبابات في مداخل البنايات ،

وأنّ السلطة نقلت ألف معتقل إلى زوارق في عرض البحر لإخفائهم عن أعين المراقبين العرب، ثم يقول أنها أخفتهم في الصواريخ ضمن القواعد العسكرية...

- شيخ الثورة "العرعور" يفتي فتاوي التكفير وفرم لحم الأقليات، وفتوى قص ألسنة المعارضة التي ترفض طلب التدخل الخارجي والناتو، وفتوى تركيب ذيل بلاستيك للموالين من أهالي الرقة وحلب ولمشايخهم وتجارهم..

- قائد " تنسيقي حمصي" يقول بأن السلطة تحفر أنفاقا تحت المشافي لإخفاء الدبابات ، أما مسؤول في تنسيقية درعا فيقول أن النظام يحمل الجثث بالهيلكوبتر ويرمي بها فوق القمم البركانية كي تسيخ في الماغما ...

- يتم اختطاف سائق تكسي من حمص ، شبه أمّي، وإرغامه على تسجيل اعتراف لصالح "الجزيرة" بأنه "عقيد منشق" قبل تشويه جسده بالتعذيب...

- يخرج لنا أبطال قصص شهود العيان بحكايا خيالية (أظرفها شاهد العيان بدرعا الذي سمع بمنظاره ماهر الأسد يقول ..... إلى آخر القصة الشهيرة...

- ورغم أنّ أغلب أعضاء بعثة الجامعة العربية مازالوا في القاهرة والمهمة لم تبدأ بعد .. فإنّنا نسمع غليون يقول ... سلطات النظام السوري " تعيق عمل المراقبين وتمنعهم من التوجه إلى حمص" !!

أما رضوان زيادة فيقول ... أنا من كنت وراء إرسال المراقبين إلى حمص !!

- عندما اختلف المعارضان محمد العبدالله  وصديقه اللدود عهد الهندي وقاما بنشر غسيلهما القذر عن العمالة مع CIA...

- حين تتحول المعارضة إلى "غسالة أوتوماتيكية" يلجأ إليها لصوص السلطة ومجرموها، من أجل غسل تاريخهم الوسخ .. كخدّام وغيره...

- عندما لا تدين هذه المعارضة الأعمال التخريبية ولا تملك دليل على ادّعاءاتها .. وتحت خانة أنّ النظام يريد تشويه صورة المعارضة فإنّه:

يقوم بعمليات تفجير مراكز الأمن والشرطة (التي قد تكون محاولة لاستهداف مظاهرة داخلهما !!) وتفجير أنابيب النفط و الغاز وتفجير السكك الحديدية قرب حماة و حمص وادلب ودير الزور وحرق للمصانع بحلب وللمزروعات في الغاب وقتل خيرة الضباط الطيارين وأساتذة الجامعات ولابن مفتي الجمهورية ووو .. و مثلما قطع الكهرباء عن الأحياء وعن مستشفيات حماة ليقتل الأطفال الخدج و مثلما مثّل بجثث الأمن و رميهم في الأنهار و غيره الكثير ..!!!!!!!

حين يحصل ذلك كله ، فإنّه لم يعد بالإمكان الحديث عن سلطة قمعية ومعارضة سلمية ، بل عن " حديقة حيوان أو غابة" وفي أحسن الأحوال " عصفورية" ... وأريد أن استذكر ما كتبه أدونيس:

"فأن تثور ليس أن تكتفي بتغيير «نظام» سياسيّ. وإنما ينبغي أن تغيّر ذاتك وحياتك. وفكرك ومخيّلتك. عملك ولغتك. وأن تغيّر النظام الثقافي - الاجتماعي. الثورة ليست مجرّد محاكمة للسياسة. إنها قبل ذلك محاكمة للثقافة وللقيم والتقاليد الاجتماعية السّائدة".