news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
إلى من يلوم الصامتين والموالين لعدم مساندتهم الحراك الحاصل,هذه بعض الأسباب (الجزء الثاني): .. بقلم : نورس خليل

لم تكن المشاهدات الأوليّة لما تمخّض عنها هذا الحراك مشجعة على الإطلاق، بل كانت أشبه بكابوس بات يغتال أحلامنا وينحر آمالنا ويغتصب ابتسامتنا ... واليكم بعضها:


1-   انتشار ظاهرة التشبيح الفكري والإعلامي للمعارضين: حيث بتنا نقرأ مقالات لكتاب ونسمع حوارات لمعارضين يتبارون في الدفاع عن كل فعاليات التحرك الاحتجاجي في سوريا (عفواً نسيت أكتب السلمي)، حتّى أنّ أحد المعارضين صرّح ذات مرة بحماس أن "كل الشعب السوري معارض" أي أن هذا المعارض لم ينعش ذاكرتنا بالرقم الأسطوري في الإنتخابات الرئاسية (وهو لمن أراد النسيان 99%)، بل أضحى يريد اليوم نسبة 100% بالولاء للمعارضة ... فكيف لهذا المعارض أن ينادي بالديمقراطية اذا لم يكن قادرًا على رؤية أيّة معارضة له !!

 

2-   ظهور طائفة الثورجيين (في مراجع أخرى دعيت بـ طائفة المندسين):

وهم طائفة جديدة نسبياً منشقة عن الطائفة الوطنية السورية، تتلخص عقيدتها بـ :

أنا الثورجي المعصوم عن الأخطاء السياسية، الظاهر في مقدمة كلّ النشرات والباطن في شهود العيان والتنسيقيات، واضع قوائم الذل والعار ولوائح الشرف والافتخار .. !!

 

أنا السوريُّ الحرُّ الوطني الصحيح وغيري بوقٌ ومخبرٌ وخائنٌ و شبيح .. !!

أنا المضحي برقاب العباد وباقتصاد البلاد ... أنا صاحب نداء "حيّ على الجهاد" !!

 

أنا رايتي راية الانتداب وطقوس ضجيجي وصلت للسحاب .. !!

أنا الفيسبوك كتابي والجزيرة منبري والعرعور وليّي ومجلس الأمن قبلتي والناتو نصيري ومسيلمة قدوتي ومن ليس معي فهو كافر وعليه فلتحل لعنتي .. !!

 

أنا الثورجي، أشبك يدي بأيدي أعداء الوطن عشقاً بالبلد !! أذبح جنود الوطن سعياً وراء حريّةٍ إلى الأبد !! أستجدي طائرات الناتو من أجل الكرامة !! وأكذب من أجل الحرية !! وأصفّي أعدائي باسم الديمقراطية !! فمسيلمة قام ... حقاً قام !! تكبيييييير.

 

3-   الميزات الاجتماعية والأخلاقية الجديدة المكتسبة من  بعد أوّل صيحة " تكبيييييير " وأوّل هتاف تكفير:

-         تسابق مطالبو القضاء على الفساد ببناء الطوابق المخالفة وفتح الآبار وزيادة الأسعار والاحتكار وووو!!

-         منذ بداية الأزمة سعى الكثير منهم لتبديل الليرة بالدولار، وتخزن الخبز والطحين !! أمّا من حصل مسبقاً على قرض فـ (الله بحاسب).

-         قطع الطرق والرؤوس.. والتشليح والخطف (على مبدأ كلنا روبن هود).

-         .......

 

 

4-   القضاء على البطالة: فكل عاطل عن العمل أصبح بإمكانه أن يشترك بمظاهرة ويحصل على راتب يومي (يختلف بحسب العمر والمكان)، أمّا إذا شارك بزرع عبوة ناسفة، ضرب قذيفة آر بي جي أو هاون .. فيحصل على ترقية كبيرة بالمنصب وبالتالي بالراتب .. ويمكن أن يصبح وزير أو أمير !!

ختاماً .. أحبّ أن أذكّر الجميع بقصتين، إحداهما من الماضي البعيد والأخرى من الأمس القريب:

 

1) عندما التتار عجزوا عن فتح أصفهان (أيام جنكيز خان عام 633) حتى اختلف أهلها، وهم في     طائفتين: (الحنفية والشافعية) وكان بينهما حروب متصلة وعصبية شرسة، فخرج قوم من أصحاب الشافعي إلى من يجاورهم ويتاخمهم من ممالك التتار، وقالوا لهم: (اقصدوا البلد حتى نسلّمه لكم شرط أن تقضوا على الحنفية). فجاءت جيوش التتار، وفتح الشافعيون أبواب البلد، فلما دخل التتار بدؤوا بالشافعية أولاً... ثم أجهزوا على الحنفية أيضاً.

2) قصة الممرضة الكويتية .. التي قامت بالبكاء والصراخ أمام الكاميرات والكونغرس الأمريكي- وهي تتحدث اللغة الانكليزية بطلاقة - عن وحشية الجنود العراقيين الذين دخلوا المشفى الذي تعمل فيه، واقتحموا قسم حواضن الأطفال !! وكيف كان الجنود العراقيون الوحوش يرفعون الأطفال من الحواضن ويرمون بهم على الأرض ليتهشموا ومن ثم يسرقون الحواضن !! .... يومها أحسسنا جميعاً بالذل من تصرف الجيش العراقي - الذي كان يسميه الغرب جيش صدام حسين لفصله عن حقيقة كونه جيش العراق - وبعدها مباشرةً ظهر جورج بوش الأب على التلفزيون يبرر الحشد ضد جيش صدام حسين الذي "حسبما قال" كان يقتل الأطفال في المشافي لسرقة حواضنهم!! وبعد مرور أكثر من 10 سنوات من المجزرة الرهيبة بحق العراقيين وجيشهم في عاصفة الصحراء عرفنا في خبر صغير مقتضب أن تلك الممرضة لم تكن إلّا بنت أحد أمراء الكويت والذي عمل كسفير في أمريكا سابقاً .. يعني لا ممرضة ولاشي  والشهادة برمتها كانت من صنع إحدى أكبر الشركات الإعلامية الأمريكية "هيل ونولتون" !!!!!

 

... فما زالت صرخة الثور الأسود : " أكلت يوم أكل الثور الأبيض" تطنّ في أذني، فماذا عنكم !!؟ دام فضلكم !!؟

2012-01-18
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد