يقال بأن التاريخ يعيد نفسه، وبحسب ماركس فإن التاريخ يعيد نفسه مرتين، في المرة الاولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة ولكن تاريخ الإخوان المتأسلمون أعاد نفسه مرات ومرات .. ومن مهزلة إلى أخرى .. فإلى متى ..!!؟
قبل حرب 1967 .. هيّأ الإخوان المتأسلمون أجواء
الانقسام الداخلي ضد الرئيس عبد الناصر في مصر .. وبالتالي لحرب الـ 67 مع
"اسرائيل"
أما حرب 1973 كانت مفاجئة ولم يتم تهيئة الانقسام الداخلي .. فكانت النتائج جيدة
قياساً مع خيانة السادات
قبل حرب الـ 1982 على لبنان .. هيأ الإخوان المتأسلمون في سوريا أجواء الانقسام
الداخلي في سوريا .. وكانت حرب الـ 82 مع "اسرائيل"
الآن .. التاريخ يعيد نفسه كذلك ..
ولكن ..
لم يهيء الاخوان المتأسلمون في سوريا الانقسام الداخلي فقط .. بل عملوا على تنفيذ
ضربات عسكرية - اقتصادية استباقية ضد الجيش السوري
فما هي العلاقة بين تدمير قواعد الدفاع الجوي والرادارات وبين اسقاط النظام السياسي
!!؟ فهل كان النظام يستخدمها لاسقاط طائرات المعارضة الاسلامية أم من أجل الدفاع عن
سماء سوريا !!؟
ما علاقة تدمير مركز البحوث العلمية في حلب والهجوم المتكرر على مركز البحوث
العلمية في دمشق وبين اسقاط النظام السياسي !!؟ وهل كانت اسرائيل لتضربه لولا فشل
عملائها على الأرض !!؟
ما علاقة تدمير اقتصاد البلد (سرقة المعامل واحراق القسم الآخر وتفجير الجسور
والمباني الحكومية وقطع الطرق والهجوم المتكرر على المطارات المدنية واغتيال
الصناعيين والعلماء وووو) باسقاط النظام السياسي !!؟ فهل هم لا يحتاجون هذه
المقدرات في سوريا الغد .. سوريا الحرية .. سوريا الديمقراطية !!؟
أليس هم من كفّر "بحسب أدبياتهم الاسلامية" القيام ضد الحاكم .. فكيف بالذي يضع يده
بيد العدو ضد الحاكم وضد البلاد كلها ..!!؟
صدقوني ..
لا حل ولا حرية ولا كرامة ولا أي شيء من دون استئصال أسباب انتشار أفكار هذه الفئة
من المجتمع ... وبالتالي استئصالها ..
فمهما بلغ فساد وظلم ودكتاتورية النظام الحاكم فهذا لا يبرر التحالف مع أعداء الوطن
والمساهمة في تدميره .. ولنا بالتاريخ شواهد ..
فهكذا دخل السلاجقة العثمانيون إلى سوريا /بعد خيانات معركة مرج دابق التي انشقّ
فيها بعض أمراء الشام في لحظة خسارة العثمانيين للحرب وانضموا إلى جيش السلطان سليم
!!/ ومن ثم جثموا على صدورنا قرابة 400 عام .. و هكذا كانت نهاية الأندلس وهكذا
وهكذا وووو
ولا يقل لي أحداً أن هناك الكثير من الفاسدون في الجيش السوري .. لأن كل جيوش
العالم بل وحتّى جيش الرسول الكريم والخلافة الاسلامية الأولى بحد ذاته كان يحوي
الكثير من الفاسدين والمتسلقين ..
التحدي يكبر كل يوم .. والرؤية تنجلي أكثر وأكثر لمن يريد أن يرى المشهد على حقيقته
.. فبعد أن رجحت كفة السيطرة /خصوصا في ريف دمشق وحمص .. أي وسط وجنوب البلد بما في
ذلك العاصمة/ للجيش السوري .. اضطرت الأفعى أن تكشّر عن أنيابها بعد أن أربكتنا
باللحاق بذيلها ..
لا وقت الآن لإلقاء اللوم .. لاوقت لغير الايمان المطلق بالجيش السوري .. والعمل
كلّ من موقعه لترميم ومداواة ما أمكن من هذه العضّات الكثيرة التي أصابت جسد الوطن
..
بس عن جد ..
“لأيمتى تاريخنا بدّو يضل يعيد نفسه .. ضل يعيد لحتّى بلشت تلعي نفسه .. وبكرا اذا
ضلّت تلعي نفسه رح يستفرغ تاريخنا” على حد تعبير زياد الرحباني.
تحيا سوريا .. رغماً عن طواغيت العالم .. وجهلة بعض قاطنيها .. وظلمة خفافيش القرون
الوسطى
وأشهد أن لا وطن إلّا سوريا وأن لا جيش إلّا الجيش السوري
=====================
هل تعلم أن الشعار " أمة سورية واحدة " كان الآراميون يرفعونه تعبيراً عن الوحدة
بين ثلاث شعوب سامية هم "الآراميون و الآشوريون والفينيقيون"
نعم هناك من سرق تاريخنا وحضارتنا وووو .. باختصار .. سرقوا كل شيء