news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
طريق أم سرعة أم شرطي مرور... بقلم : رأفت هلال
syria-news image

سؤالٌ يلحُ علينا بطلبِ الإجابة ، فما السببُ الذي يجعل سوريا من البلدان ذاتِ النسبةِ العاليةِ بحوادثِ المرور،


فقلما يمرُ يومٌ من دونِ سماعِ وقوعِ حادثٍ في إحدى المحافظاتِ والذي يذهبُ ضحيته في بعض الأحيانِ ما يفوقُ العشرين شخصاً و أحياناً أخرى يمرُ الحادثُ بسلامٍ دونَ إصابةٍ في الأرواحِ لكنه يتركُ مرتكبيه مع صراعٍ أصعبَ من الموت كإعاقةٍ أو خسائرٍ مادية تحتاجُ لسنواتٍ طوال لتعويضها.

الكثيرونَ من الناس ممنْ فقدوا أحد ذويهم في هذه الحوادثِ راحوا يلقون اللومَ على الطرقاتِ المُخدمة، فمنهم من يقول أن معظمَ طرقاتنا تفتقدُ للشاخصاتِ المرورية التي تشيرُ الى السرعة المحددة و آخرونَ يشيرون لطرقاتٍ مُسماها في الرُسمِ التنظيمة ( طريق أتوستراد ) و في الحقيقة هي في انحناءتها تشبه لحدً ما الطرقاتِ الجبلية .

ربما كلامُ هذه الأطراف التي تحمل اللوعةَ في صدرها ليس كثيرَ البعدِ عن الصحة لكن في الآن ذاته يبقى الطريق هو إحدى العوامل التي تسهمُ في وقوع الحادث . من هنا يجبُ أن يبدأ دافعُ التكيف بالعمل لدينا للحفاظِ على أرواحنا فعندما ندرك بأن الطريقَ غير مؤهلٍ بالشكلِ المطلوبِ لا بدَ من أخذ الحيطةِ و السيرِ بمعدلٍ مناسبٍ من السرعة .

 معدلُ السرعة مئة على إحدى طرقاتنا التي تربطُ إحدى المحافظاتِ بمدينة دمشق ، المشهد يبدأ عندما ترى من الخلفِ من يعطيكَ إشارةً بالضوء لتفسحَ له الطريق يمر بجانبكَ أشبه بصاروخٍ تظنه أنه ربما يعملُ بالوقودِ النووي، تهلعُ أنت للحظاتٍ و تتخذ قراراً أسرع من الضوء بالابتعاد عنه ، يتجاوزك و أحياناً يرفعُ يده لك بشكر ،

المحزنُ في الموضوع عندما تُكمل طريقكَ لترى من أفسحتَ له الطريق أصبح بدلاً من أن يكونَ عليه أضحى ملقىً على إحدى جانبيه و ليس معروفٌ من ملامحه سوى اليدُ التي رفعها لشكرك .

إذاً الطريق ليس هو المسؤول لكنه أشبه بطالبٍ كسول يلقى عليه اللوم دائماً . هذا كان محطَ استغراب أحد الأقرباء الذي أمضى حياته كلها في روسيا عندما رأى نسبة هذه الحوادث التي أثارت دهشته فعلا ًو قال لي ( لما تحدث كل هذه الحوادث في بلادٍ خاليةٍ من المشروبات الكحولية و المخدارت في حين السبب الرئسي للحوادث في روسيا هو تلك الأشياء  ) لم يكن لدي من الردود غير الجواب الذي ورثنانه عن آباءنا ( أتت ساعته)

تعالت الأصوات لإيجاد حلٍ لهذا الموضوع و ما كان من المتخصصين غير الإجابة، فدأبوا لوضعِ قانونِ سيرٍ من شأنه الحفاظَ على حياةِ الناس و فعلاً توصلوا مشكورين لقانونٍ موضوعيٍ بامتياز، و أعرف أن الكثيرين منكم سوف ينتقدونني على هذه النقطة لكن يصعبُ الإنكار أن القانونَ الجديد برغم من صعوبةِ مخالفاته و حجمها المادي الغير متناسب مع الدخول في بلدنا لكنه كما لاحظت أضحى رادعاً جيداً للكثيرين ممن كان يرى سيارته مركبة فضاء.

لكان نقعُ في مشكلةِ التطبيق فعندما يغضُ احد رجال المرور النظر عن مخالفةِ أحد السائقين و يتقاضى مبلغاً من المال يكون بنظرنا ( ابن حلال  )  و عندما يصدر لنا مخالفةً لارتكابنا خطأً يكون ( ابن ......) من هنا أظن أنه يتوجب علينا التوقف عن هذه الازدواجية في مفاهيمنا .

 

( شغّل و امشي ) هذا ما يفعله الكثيرون منا عندما يقودون سيارتهم لعملهم ، القلة من يفكر بفحصِ الماء و الزيت و الإطاراتِ و إذ تحدثتَ عن فحص الأنوار و التأكد من وجود المثلث يتهمك الكثيرون أنك ( جاي من أوربا) و لا تحاول أن تسألَ أحداً عن آليةِ عمل المكاينة أو الفرامل لأن الجواب ( ما أخذنها بالدورة أو نسيت ).

 

هذا يجعلنا نعتقد أننا عندما نقود سيارتنا نظن أن الشارعَ ملكٌ لنا و إذا انفجر الإطار أو تعطلت المكاينة فهو قدرٌ ليس أكثر.

لي أحد الأصدقاء يعمل في دبي حاول الحصول على شهادة قيادة و تقدم للفحصِ أكثر من أربع مرات وكان دائماً يرسب لأسبابٍ ربما لدينا نعتبرها سخيفةً جداً في النهاية عندما سألته هل يعقل كل هذا التعقيد قال لي شهادة القيادة في الإمارات ( أصعب من البكالوريا ولدينا بقليل من المعارف ممكن تصلك للبيت) .

 

في نهاية هذا المقال أتوجه بالمواساة لكل من فقد عزيزاً في حوادث السير و أدعو الجميع ليفكر ملياً قبلَ أن يضغط على دواسة البنزين بأن هناك من ينتظره . و ختاماً لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا. 

2010-11-17
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد