news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
بماذا يفكر الشباب العربي... بقلم : رأفت هلال
syria-news image

سؤالٌ لا بدَ لنا أن نفكرَ ملياً قبلَ الإجابةِ عنه و نطرحه على أنفسنا في البداية محاولين البحث في أعماقنا عما هو مقنعٌ  لنا في المقام الأول.


 و لتسهلَ علينا الإجابة دعونا نطرحُ السؤالَ بشكلٍ آخر،  ما هو الأمرُ الذي يشغل تفكيرَ شبابنا العربي .

يختلف تفكير شبابنا من منطقةٍ الى أخرى كما هو الحال في كل دول العالم لكن تبقى هناك صبغةٍ مشتركة تشكل القاسم الذي يربطُ بيننا جميعاً، و بما أن الإنسانَ من بدايةِ حياته يسعى ليكّونَ أسرة، فيشكل هذا الهاجسُ الحيز الأكبر من تفكيرنا .

 ربما لو أردنا أن نقترب من الموضوع بشكل أكبر نجد أن الشباب يسعى بشكلٍ جاد لهذا الموضوع من عدة منطلقاتٍ لعل أهمها إرضاء الدافع الجنسي بطريقةٍ تُرضي المجتمع الذي يقطنه و الذي ينكرُ على الشباب و الفتاة إرضاء هذه الدوافع خارجَ اطارِ الزواج معتمداً على عدةِ ركائز يشكل الدين أهمها.

 و من منطلق البحث عن الاستقرار و إكمال الدورةِ الطبيعةِ للحياة تبدأ رحلتنا من البحثِ عن فرصةِ عملٍ داخل منطقةٍ تتصف بالعدد الكبير من الشبابِ القادرِ على العمل مع الإمكاناتِ الاقتصادية المتواضعة مقارنة بالمواردِ المتاحة ، و في الوقت نفسه لا ينطبق هذا على جميع الدول العربية التي تملك الخليجيةُ  منها قدرات مالية جيدة لكن لم تزل بعضها حتى الآن يعاني من اليد العاملةِ ذات المستوى المتدني من التعليم و المهارة .

إذاً فرصةُ العمل هي الهدف الأساسي لأي شاب و فتاة ومن هنا نرى أن كل شخص منا أضحى يرتبُ رغباته تبعاً لما يمكن أن يحقق له دخلاً أعلى في المستقبل و يظهر هذا جلياً في كونِ معظم شبابنا يحاولُ العمل في مجال الطب كونه لم يزل في بلداننا الأعلى دخلاً بغضِ النظر عن توافر المهارةِ أو الرغبة لدينا.

هل يفكر شبابنا بالعلم و المعرفة سؤال يحملُ في طياته جواباً بنعمٍ أو لا في الآن ذاته ، نعم كون شبابنا في معظم بلداننا لا يذهبُ بعيداً بعلمه أكثر من المنهج الدراسي المعدِ من قبلِ وزارةِ التعليم فقلما نرى أحدنا قرأ في حياته أكثر من عشرين كتاباً خارج إطار الدراسة، كيف يكون هذا و نحن أمةٌ ايمانها قائمٌ على كتابٍ كريم أول كلاماته كانت ( أقرا ) و تلاها قول الرسول (ص) ( اطلبوا العلم و لو في الصين ) .

ما يثيرُ الإستغرابَ في معظمِ شبابنا هو التحدثُ عن كثيرٍ من الأمور التي يتعلق بعضها بالدين و الكونِ و الخلقِ و الطبيعةِ و الايمانِ و قد يستمرُ الجدلُ لمدةِ ساعةٍ أحياناً و نكتشفُ في النهاية أن معظم المجادلين لم يقرؤا كتاباً يتناول هذه المواضيع، كل تلك الأحديث ليس إلا وليدةَ متابعةِ التلفاز أو منقولة من أحاديثٍ أخرى كنا قد سمعناها سابقا ً.

 قرأت يوماً معلومةً تقول أن الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالولايات المتحدة ألقت بظلالها على كل الأسواق و السلع ما عدا إحدى السلع التي زاد عليها الطلب بشكلٍ كبير ألا و هي الكتب فكل إنسانٍ أضحى يخشى على وظيفته أو يسعى للحصول على أخرى و ذلك من خلال زيادة خبراته.

في نهاية الموضوع نرى أن تفكيرنا يدور في حلقة الاستقرار فقط فالبيت و الزوجة و الأطفال هو جل ما نفكر به و لذا آمل أن يأتي يومٌ يعود الكتاب هو الصديق و ليست شاشات التي تبث علينا ما تود أن تملأ عقولنا به فقط.

2010-11-13
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد