في كل يوم من صباحاتنا

لماذا الشمس في دمشق أجمل ...

ولماذا الصباح والشروق في دمشقٍ  أجمل ...

ولماذا الجمال في دمشقٍ من الجمال أجمل ...

ولماذا أمطار دمشق  على عيوني

تصبح من الدموع أجمل ...

ولماذا ياسمينها من كل نساء العالم  يصبح أجمل ...

وحتى ضحكات الأطفال في حارتها

من تفتح الجوري في فرساي أجمل ...

ولماذا روحي لا تغادر دمشق

ولماذا كلما ذكرت دمشق

من حروفها روحي بالبكاء تثمل ...

أعشقها حتى النخاع

والعاشق عن عشقه لا يُسأل ...

لا شيء في عشقنا لها يقبل النزاع

تقلعني من غربتي في كل يوم ألف مرة

وفي كل يوم ألف مرة  إليها أرحل ...

تعشقها بحور شعري حتى القاع

والحروف تسافر إليها راكعة ولا تخجل ...

في كل يوم صار في صباحتنا

ثلاثة وعشرين مليون عين تدمع

على ثلاثة وعشرين مليون شهيد ...

في كل يوم يمر على وطني

يزداد ترابه عبقا وحمرةً

وتشرب حقولنا وبساتيننا من دمائنا

ونصحوا على ترتيل القرآن المجيد ....

في كل يوم في وطني

ثلاثة وعشرين مليون يتيم

وثلاثة وعشرين مليون صامدا وعنيد ...

في كل يوم في وطني

تولد الشمس في أحضان الأمل

ويموت الأمل في أحضان كل مولود جديد ...

في كل يوم في وطني

نغتسل بدماء إخوتنا

ونهدي أيتامهم للنار

بقلوب من حديد ...

في كل يوم يمر على وطني

لا أعرف فيه وطني

ولا أعرف فيه سمائه

وغمامه وسحابه وهوائه

ولا اعرف فيه من يشرب نخب موتنا

ومن يشرب في ألم  حر الصديد ..

دمشق يا حبيبتي

فلا أرضا في أرض الله

منك أجمل وأكمل ...

ولا شيء في عشقك يا دمشق

دون " الله " دخل فؤادي إلا و يفشل ...

فجسدي يشتاق اليك

ولا شيء يرثي فراقي

غير عناق حبيبتي الأخير والأجمل ...

صباحات دمشق ..

يا أحلى الصباحات يا حبيبتي

يا صباح الياسمين ويا رائحة الأمطار والقرميد ...

يا ضحكات أمي وابتسامة فنجان القهوة في يدها

جين يطلب من شفتاها المزيد ...

صباحات دمشق يا صباحات روحي

قولي لهم بأننا سنبقى هنا

سنزرع أقدامنا جنب الليمونة العتيقة  ;

وسنغرس عروقنا في أرض الأموي

وسنروي بها كنسية المسيح المجيد ...

يا صباحات دمشق

لا ترحلي يوماً عن عيوني

لا ترحلي عن صدري العاري

فروحي ستموت

حين لا تعلني صباحاتك عليّ في يوم جديد ...