سأرتكب بحقك الصمت 

وسأتراجع عن جريمة الكلام

فالصمت في محراب العبثية هو أبلغ الكلام

صارت البندقية لسانك

والعنف صار نهجك

والكذب صار حيضك

والتضليل دينك

لذاك سأرتكب بحقك حسنة الصمت وأمتنع عن الكلام

وصار الدولار واليورو هما روحك

فلا ينفع معك الكلام

لا أجد لغة أبلغ من لغة الصمت أمارسها معك

لن أرتكب بحقي معك جريمة الكلام

الكلام مرة يكون جوهراً

ومرة يكون بلسماً

ومرة يكون ضجيجاً

ومرة يكون طلباً من لئيمٍ  والخير لا يرتجى من اللئام

هل ينفع مع العرب الكلام

لذاك سأرتكب بحقك وحقي حسنة الصمت وأمتنع عن الكلام

عز  في هذا الزمن طيب الكلام

وصار الكلام الوحيد المباح هو التزلف للأقزام

صار الصدق عيباً

وصار الحق ضعفاً

فالصمت في هذا الزمان أبلغ من كل كلام

سابقاً تغنى لسان العرب بالكلام فقال

كلامنا لفظ جميل كاستقم

اسم وفعل ثم حرف الكلم

واحده قول والقول عم

ولاحقا في زماننا صرنا نقول

كلامنا لغط قبيح كانتقم

أسم معر عره  عرب  فأمركة واقتسم

واحده غدر والغدر فعل

وجمعه خليج منا ينتقم

ولهذا سأرتكب بحق العرب حسنة الصمت فمع العرب يموت الكلام

الكلام محرم مع من يتقن العزف على أوتار الحروف

فيلبس الباطل رداء الحق بكل قبح

فمع هذا هل  ينفع الكلام

هو هدر وشقشقة وصرف حروف على مائدة اللئام

والفعل هو مولود الصمت   ولا ينجب الكلام إلا كلام

لكل ذاك سأصوم عن النطق وأمارس بحقي لغة الصمت فهي أروع من كل كلام

سأفعل بحقك الصمت

وسأفعل بحقك هجر الكلام

وسأمارس كل ما يجيز لي الصمت

طاما أنك تحرف وتحور وتزيف الكلام

فإذا استقام كلامك قد أفكر معك من جديد باستباحة وسفك الكلام

وإن لم يستقم ولن يستقم فالصمت أبلغ لغة تعبر عن طيب الكلام

والسلام ..

محمد عصام الحلواني دمشق في 5/3/2012 م مساءً الساعة التاسعة تماماً