سم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أنام
كان النوم لذيذا ورائعاً . وكانت الغفوة تأتي عند لطلب . و لربما نمت فور إلقاء رأسي على الوسادة سابقاً . اليوم أريد أن أنام . لعلني مريض أو هناك خلل ما في جسدي أو أن أفكاري مشغولة .
سمعت حكمة رائعة عن رجل حكيم وتقي سأله أحدهم ما هو أشد الأشياء ؟ .
فقال : أشد عشرة أشياء هي :
الحديد وتطغى عليه النار
والنار ويطغى عليها الماء
الماء وتطغى عليه الشمس
الشمس ويطغى عليها السحاب
السحاب ويطغى عليه الهواء
الهواء وتطغى عليه الجبال
الجبال وتطغى عليها الأشجار
الأشجار ويطغى عليها الإنسان
والإنسان ويطغى عليه النوم
النوم ويطغى عليه الهم وهو أشدها .
فتصور أن الهم أقوى وأفتك من كل ما ذكر . فهل بات الهم شريكاً لي في حياتي وحدي أم أنه مرض منشر .
فما الذي يطغى عليه . وقد قيل .
ولكل شيء آفة من جنسه حتى الحديد طغى عليه المبرد
هل سنحرم من النوم فيضم إلى قائمة المفقودات بسبب الوضع الذي نعيشه الآن في بلدنا الحبيب سوريا ؟ .
أم أنها مجرد شائعة يريد من يروجها أن يخلق فوضى في عالم النوم فنرى طوابير الدور ممن أرعبتهم الشائعة على نافذة بيع النوم . ؟ .
هل يتوتر الإنسان لمجرد سماع دوي بعض الإنفجارات . أو سماع صوت صفارة سيارة الإسعاف وهي تسير بسرعة جنونية وتوتر واضح في شوارع المدن السورية . أو سماع صوت رشقات هنا وهناك من بندقية وأسلحة خفيفة ومتوسطة و متنوعة . ؟ .
يجب أن يكون هناك وزارة أسمها وزارة النوم في العسل . وتكون أولى مهامها . توفير النوم وتوزيعه بعدالة على جميع المواطنين وشرائح المجتمع السوري .
وتوفير ما يلزم من القطع الأجنبي لاستيراد النقص من الخارج . ولا نريد نوماً أميركياً . ولا تركياً . ولا خليجياً . فنحن نقاطع بضائع الأعداء .
فأين نتجه لاستيراد النوم . وهل سينجو من أنياب التجار فاقدوا الضمائر . الذين يستوردونه من مصادر ترضى عنها الدولة . ولكنهم يمارسون أخبث وأقذر أشكال الاحتكار . فيصل سعر غرام النوم إلى الأربعة ألاف ليرة كالذهب .
يا أخي نحن في زمن شريعة الغاب .؟ . فهلم لنصطاد بعض النوم من البرية الواسعة . فلقد سمعت أنه هناك قطعانا من النوم تسرح وتمرح وما من راعي يكفلها ويحرسها .
ولكن أولا يجب أن نرخص سلاحاً للصيد . فأنا أحب أن أكون مع النظام والقانون . ويجب أن نصطاد في الأماكن المخصصة للصيد والأوقات المسموحة أيضا . وذلك منعا لتدهور أعداد النوم وبالتالي انقراضه . وهذا لعمري شيء مدروس وحكيم وفيه رحمة .
وسمعت أنه هناك أشهر كشهر الهجرة والتكاثر كالربيع لا يجوز فيها الصيد . وخاصة إن كان الربيع عربياً . فالربيع العربي وما أدراك ما الربيع العربي . لصيد فيه خطر جداً لأن أزهاره نتنة من فصيلة أكلة لحوم البشر فهي تبتلع كل من يمر بها دون النظر إلى وضعه من الناحية الإنسانية . وأشواكه سامة وقاتلة أي الربيع العربي . وفيه تخرج الزواحف والحشرات واللادغات والعاقصات . وفي الربيع العربي يا سيدي شيوخ باعوا ضمائرهم وأرواحهم للشيطان . وريح الربيع العربي هي ريح السموم الخائنة تأتي من جهة الخليج العربي .
ولا يحسن الخروج من المنزل للصيد ليلاً ففي الليل يختبئ النوم في جحور في القفار والبراري لا يمكن الصول إليها . وعندما يأتي الفجر يخرج النوم من جحوره ليسدل أجفاننا عن النهار الذي يجب أن نطلب فيه رزقنا .
سمعت أن الإنسان الحديث سينقب على ظهر الكواكب الجارة لنا كالقمر والمريخ عن النوم . ويتوقع علماء الفلك وجود ثروة هائلة تحت جليد نبتون ومحيط عظيم من النوم هناك .
وسمعت أيضاً أننا جميعاً سننام نومة طويلة ومريحة ورائعة في يوم ما . وأن الصالحون منا لن يروا فيها كوابيس وأحلاماً مرعبة .
وسمعت أن من أمنوا بالربيع العربي الأمريكي الصنع . وخدعهم الشيطان بغوايته . لن يناموا أبداً هناك . بل سيحكم عليهم باليقظة مع العذاب المؤبد . ( يا لطيف ) .
ويقال أنه هناك نوم مهرب في السوق السوداء . ولكنه غير مجدي ويدفع صاحبه إلى الشعور بالمزيد من الحاجة للنوم .
على كل حال لا أريد أن أطيل فأنا ذاهب للنوم .
محمد عصام الحلواني دمشق 7/3/2012 م الساعة الثالثة والنصف فجراً . !!! .