أحسن الجاحظ حين وصف الكتاب فقال : (( نعم الأنيس ساعة الوحدة ، ونعم المعرفة ببلاد الغربة ، ونعم القرين الدخيل ، ونعم الوزير والنزيل ، والكتاب وعاء ملئ علماً وظرف حشي ظُرفاً وإناء شحن مزاحاً وجداً .......))
أصبحت القراءة مطلباً ملحاً في ظل عصر المعلومات الذي بات فيه التعلم الذاتي ركيزة أساسية لمواكبة كل جديد والارتقاء بالذات، لكن ولأسباب عدة كضيق الوقت أو عدم القدرة على شراء بعض الكتب أو انعدام الحافز للقراءة، أصبحنا بعيدين عن المطالعة والقراءة الهادفة، متجاهلين أو غير واعيين للفائدة العظيمة للقراءة، فالقراءة غذاء العقل والروح، ففيها يتفاعل الإنسان مع ما يقرأ سواء فهماً تحليلاً تركيباً أو حتى نقداً، منتفعاً بما يقرأ في مواقف حياته ناهيك عن فائدة القراءة كوسيلة لتنشيط العقل والارتقاء بالقدرات العقلية، وزيادة ثقة الفرد بنفسه النابعة من ثقته بمعلوماته وثقافته فالقراءة هي الركيزة الأساسية لعملية التثقيف.
وحسب الإحصائيات العرب أقل أمة تقرأ، على الرغم من أن نسبة التعليم في الأمة العربية كبيرة لكن نسبة الثقافة ضئيلة، فنحن نعاني من أزمة قراءة وكلنا مسؤولون عنها وقد يكون من المناسب أن نشجع على النشاطات الثقافية وضمنها القراءة.
أما في مجال العمل وإضافة لما سبق أرى فائدة كبيرة للموظف في حال تم تحفيزه للقراءة مع توفير الكتب المناسبة ضمن الشركات ويكون ذلك بإنشاء مكتبة مع تفعيلها بشكل مخطط له، وتكمن فائدة ذلك في النقاط التالية:
1- استثمار وقت فراغ الموظف إيجابياً، بدلاً من أن يستثمره سلبياً.
2- إدخال نشاطات جديدة من نوعها في نظام الشركة قد تكون فاتحة لأنشطة مستقبلية..
3- توسيع آفاق الموظف وقدراته من خلال زيادة ثقافته.
4- توفير كتب متناسبة مع المسمى الوظيفي لكل موظف للارتقاء به بشكل خاص في مجال العمل الذي يقوم به.
5- شعور الموظف أن الإدارة تهتم به كإنسان لا كآلة للقيام بالعمل فقط.
والله من وراء القصد