بسم الله الرحمن الرحيم
أيام الأسبوع
يوم الجمعة ..
لحم مشوي وفحم ونرجيلة وماء وخضرة وصوت الطبيعة فقط . ونسمات عليلة تخدر المفاصل . فتترنح تحت صاحبها ليجلس ساعات دون كلل أو ملل .
هذا هو يوم الجمعة الذي كنا نعرفه .
يوم الجمعة ..
تفجيرات وقتل وخطف وعبوات ناسفة ومظاهرات ودماء تجري . وقتل على الهوية ومؤامرات وكذب وتلفيق ومفبركات وصواريخ وشهداء وقتلى .
هذا هو يوم الجمعة الذي تعرفنا عليه منذ عام ونيف .
يوم السبت ..
لا نخرج من البيت إلا للضرورة فهو يوم نقضيه مع أسرتنا وأطفالنا . و به ممكن أن نعمل صيانة لبعض مشاكل البيت . وزيارة بعض الأقارب . وأكل طبخة حقيقية شامية أصيلة . يا سلام .
هذا يوم السبت الذي كنا نعرفه .
يوم السبت ..
إياك أن تسافر يوم السبت ففيه خطر كبير على حياتك . ولا تذهب للريف ففيه قطاع طرق ومسلحين ومظاهرات تندد بما حصل يوم الجمعة الفائت . ومعظم التفجيرات الانتحارية و الإرهابية تحدث يوم السبت فاركن في منزلك ولا تخرج .
هذا يوم السبت الذي عرفتنا عليه قنوات التحريض والفتنة الطائفية .
يوم الأحد ..
دعوة قهرية للخروج لطلب الرزق بسبب ما أنفقناه خلال يومين عطلة . و لربما لم نستطع أن نحرز به شيئا أو نحقق هدفا . ففيه مسيرة مؤيدة للإصلاح والتطور ورفض الفتنة . على رأسي ولكني أريد أن أكل وأشرب .
هذا يوم الأحد الذي أفرزته دعوتهم ( للحرية ) ! .
يوم الاثنين ..
عطلة رسمية بمناسبة دخول مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا بناء على توقيع بروتوكول بين الجامعة والحكومة السورية . البيت يحتاج إلى ضروريات كالخبز والطعام . هل أخرج وأين أتجه فجميع الطرق والمحال مغلقة إلا ما ندر .
هذا هو يوم الاثنين الذي وصلنا إليه بهمة ( الثورجية ) . لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
يوم الثلاثاء ..
وصلت إلى عملي لكني لم أستطع أن أكسب ولا قرش واحد التجار يحتكرون والباعة يرفعون الأسعار والسوق معطل بالكامل بسبب الشائعات والخوف والجشع . وما زال البيت يحتاج إلى لقمة العيش والصغيرة بحاجة إلى الحليب وأشياء أخرى . ولا زال هناك أناس يتخمون وتكاد ملابسهم لا تتسع للحومهم . ونحن نهزل وننحف وإذا سألنا أحدهم . خير لماذا هذا النحف نبتسم ونقول ريجيم ! .
هذا هو الثلاثاء من أيام الأسبوع .
يوم الأربعاء ..
وجدت من استلف منه بعض المال . ممن ادخر لمثل هذه الأيام . فذهبت كالنمر إلى البيت وأنا محمل بأشياء تكاد تسد رمقنا بالكفاف والحمد لله فقط . وبالنسبة للعمل اتصلوا بي وقالوا لا تأتي فاليوم مثل البارحة . طيب على الله .
هذا يوم الأربعاء من أسبوع تلاشى كالكحول .
يوم الخميس ..
توتر شديد في الشوارع ومخالفات بالجملة والناس كلهم على عجل من أمرهم بما فيهم الداعي . لكي أخذ أغراضي من السوق وأسرع للبيت قبل أن يرخي الليل سدله علينا . ففيه ينتشر أبناء أوى . وتجاب طلبات العرعور كافة من لدن أناس جهلة باعوا الدين والدنيا لمسخ عميل عند الصهاينة . وتبدأ رحلة العذاب الأسبوعي من الخميس عصراً حتى السبت صباحا . أخبار وقتل ودماء و فبركات وتضليل وكذب بحجم الجبال وأكبر. وهجوم شرس على سوريا . وقنوات تحريض . وبعض المشاكل في المنزل وهكذا .
يوم ورائه أخر وأسبوع ورائه أخر وشهر يسارع ليلحق به شهر أخر . وتمضي الأيام . وبالعامية . ( رح نطق من هالحالة والله حرام خلصنا بقا لعمى ) . ( بدنا نعيش بسلام ) . والسلام .
ملاحظة : كتبتها منذ عدة أشهر وحاولت أن أعدل عليها اليوم فلم أجد جديدا أضيفه . فالبارحة مثل اليوم . تختلف العناوين والنهج واحد ومازال حمام الدم مستعرا يسيل على أرض السلام نهرا جارفا من الدماء السورية .... لذلك نسقت الخط فقط بتاريخ اليوم .