news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
بين المنظر والمحلل والموالي والمعارض ... بقلم : لجين المتألمة

بسم الله الرحمن الرحيم

بين المنظر والمحلل والموالي والمعارض ..

أنا مع وأنت ضد .


وكأنها آلية ضخمة . تمشي على مجنزرات . و وزنها بالأطنان . تدوس في طريقها كل أنواع الأزهار وكل أشكال الحياة .

 هذه ملامح الفتنة التي تعصف بأمننا وسلامنا نحن السوريون جميعا بكل تنوعنا وأطيافنا .

صرخة الله أكبر . كانت صرخة للحق وأصبحت دعوة للباطل .

لماذا ؟ .

 

لأن القتل هو السمة الظاهرة لهذه الصرخة .

ولأن الحق ضاع في فوضى وسجال الأدلة من الطرفين .

ولأن المواطن البسيط من أمثالنا لا يريد سوى العيش بأمان . لا يريد حرية ولا ديمقراطية ولا يريد تعسف وكبت .

 

في سباق اللحاق بلقمة العيش نحن الخاسرون فقط . فالمواد الغذائية تعدوا بسرعة متواترة و  كبيرة في ماراتون اللانهاية الذي تخوضه ضدنا . ونحن سرعتنا في تناقص مستمر ومتزامن مع الأوضاع الداخلية والخارجية في بلدنا وخارج البلد أيضاً .

إذا كانت رأس الفتنة أمريكا . تريد نصراً استراتيجيا هنا فما دخلنا نحن ؟ .

 ألا يعلم العالم أجمع أننا ساحة الصراع الدائر .  وأننا الخاسر الأكبر .

 فنحن الفقراء من المواطنين العاديين ندفع فاتورة الخلاف ولا نستطيع النأي بأنفسنا كما يفعل البعض . فنحن في منتصف الدائرة والمستهدف الوحيد باسم الديمقراطية ! .

 

نحن أرض المعركة الدائرة . ومنا يسيل شلال الدم السوري .

نحن الذين نعاني من العقوبات على سوريا . لآن حياتنا تسير على نمط يوم بيوم . همنا لقمة اليوم وغداً يعيننا الله ..

لسنا موظفون ولا تابعون لجهة ما . وليس لنا ضمان اجتماعي . ولا ارتباط مع جمعيات خيرية . وليس لنا نقابات تحمينا . ونعيش فقاعة من الكذب والفوضى الخلبية . والسراب والأوهام والأحلام الوردية . ولا معين لنا سوى الله . ونحن السواد الأعظم من الشعب . وفي النهاية تأتي العقوبات الأميركية والعربية لتزيد النار استعاراً فيتضور أطفالنا جوعاً . ونظرة الحرمان لا تفارق أعينهم . ونحن نموت كل يوم ألف مرة ونحن نرى ما وصلنا إليه ! ..

فلماذا . تسرون بقتلنا ؟ . ولماذا يزعجكم وجودنا ؟ . ولماذا تعبثون بنا ؟ . ولماذا تتاجرون بنا جميعكم ؟ . كفى لقد بلغ السيل الزبا . وفاض الإناء بما فيه .. كفا .

ضعنا بين الانتماءات . حتى بتنا نتمنى أننا لا ننتمي لهذا الزمن .

وضعنا بين الطوائف حتى صرنا نحلم أن نكون بلا طائفة في مكان ما بعيد عن هنا  .

ودهستنا العربة الحديدية للديمقراطية المزعومة التي تسوقها أميركا وأذيالها في منطقتنا .

صرنا نكره بعض المسميات والهيئات والإيديولوجيات .

فهل هناك كوكب لا ثورة فيه . ولا ديمقراطية . ولا بندقية . ولا قتل على الهوية . ولا مسلحون وقطاع طرق . ولا قتلى وقاتلون . ولا خطف وترويع . ولا فدية واغتصاب .

إن كان لهذا الكوكب عنوان فالرجاء ساعدونا نريد هجر وطننا والرحيل إلى هناك . فلقد ضقنا ذرعا بالمكان والزمان .

نريد كوكبا لا خروج فيه على القوانين . ولا مظاهرات . ولا أصوات تفجيرات . تهز مضاجعنا ليلا .

نريد وطناً أمنا كما كان . نريد سلاما ومحبة كما كنا . نريد أن نسيح في ربوع سوريا . من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب . نستكشف جمال بلدنا الحبيب سوريا . ونمر على الأوابد و الآثار التي تركت بصمتها عليها المدنية القديمة . لتعطينا درسا رائعا في الحياة مفاده . أننا لن نعمر هذا المكان إلى اللانهاية . بل أن وجودنا مؤقت . إذا فلنترك بصمة طيبة كما فعل أسلافنا .

لا تخف من الاختلاف معي في الرأي فهذا طبيعي .

لا تدع الجزع والهلع يدفعانك إلى ارتكاب أقبح الجرائم بدافع الخوف والجبن .

لا ترغمني على الرحيل عن بلدي فأنا نصفك الأخر .

أمشي بدائك ما مشى بك . هكذا قال سيد البشر من ولد أدم . اعتبرني دائك وسر معي لعل نصفك يشفى في يوم ما .. من وجهة نظرك .

أنا مؤيد للنظام وأنت معارض أو العكس . وهذا طبيعي . ففي جسدك الواحد هناك معارك طاحنة بين الخلايا والمكونات المختلفة . ولكن هذه المعارك تخلف نموا رائعا لا دمارا وانتحار .

لا تضيع الحياة من بين يديك وتسلبني حقي في الوجود . فأنا سأبقى كما أنا وأنت أبقى كما أنت . ولنبني بلدنا طوبة بيدك ومن وجهة نظرك . وأخرى بيدي ومن وجهة نظري . فالبناء سينتج خيرا مهما كان الشكل النهائي للبناء . وهو بعكس الدمار والهدم . لا ينتج إلا شراً .

فهل أنت مستوعب لهذه المسألة .

تعال إلى سوريا . وتعال إلى الوعي والرشد . وتعال إلى الحوار .

لا تكن جبانا وتبعا لأحد كن أنت فقط . 

 

2012-05-09
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد