بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة بلوغ سوريا السبعة ألاف عام ...
كتبت و كتبت و كتبت حتى ثبت لي أنني لا أجيد الكتابة . وثبت لهم أنني أجيد التعبير عما أريد بلغة الحروف .
فشكرا لمن رأى بي معبراً . وشكرا لك أنك سبب تعبيري .
الحروف تسيل من بين أصابعي كالماء . فلا أستطيع إمساكها . وهي دافقة مترقرقة تنهمر من علً بارتياح . فلا تكلف ولا تحر عما أكتب و فيما أكتب . هي هكذا ينبوع يخرج عن السيطرة فيحفر في طريقه معالم نهر جارف .
كتبت عن السياسة . وعن الأدب . وعن الله . وعن الإنسان . وكتبت عنك .. كتبت شعرا ونثرا . كتبت مقامة وعمودا . كتبت خاطرة ووجدانيات . ورسمتك بأبهى حلة يا أمي . ولم أجد أروع منك حين أكتب عنك . وحين أرسمك . فأنت مليئة بالمواضيع المتجددة . والفنون والمواد الخام . التي تبعث على الإبداع في التعبير . جدلية كبيرة أنت . وفيك حارت أقلام المؤرخين . وذهل من فرط حسنك الرسامون والمصورون .
وهلع وجزع قلب محبيك . حين سقطت في مستنقع الإرهاب . معافى قلبك الجريح يا أماه بإذن الله . فيا دمشق هبي من سباتك وأنهضي . وأسقطي من على ثوبك العتيق تراب الخوف والمهانة والإرهاب . كما كنت تفعلين . فلقد صعق من في الأرض جميعا .ً حين كانوا يرونك تقومين من تحت الرماد و تنبعثين من جديد أيتها الفينيق المغرد .
لم أكن ناقدا لك يوما إلا بما هو بناء . بل كنت مرمما لجوانبك العتيقة . باللون حينا . وبالقلم حينا أخر . وبالفكر والعزيمة والعمل . أحيانا أخرى . وكانت كل محاولاتي دون عظمتك . ودون شأنك الرفيع . فلقد كنت تفاجئيني كل مرة بالوقوف من جديد وكأنك تأبين الموت إلا واقفة . يا معمرة صار لك سبعة ألاف من عمرك من السنين . ولازلت في مقتبل العمر فالعمر المديد يا حبيبتي وكل عام وأنت أقوى وبخير .
هذا الذي يجري هو عارض صحي طفيف . سيقوي عزيمتك أكثر . ويشد عودك أكثر . ويشعرنا بقيمة الحياة من جديد . وبثمن الحياة الحرة الشريفة . التي لا تستحق العيش إلا بك ومعك وبكرامتك المنيفة ووقفتك الشريفة . فكل وقفة وأنت بخير . و مصير جراد القحط الأصفر بلون الموت إلى مرابض الفضلات . والتاريخ الأسود ....
و لك المجد يا قديمة الشرف .
لك وحدك أنت من بين بلدان العالم لك الحب والوفاء . فأنت يليق بك المجد والشرف والحب والوفاء . كل العناوين ترسل صاحبها إلى التهلكة . وعنوانك .. هو طريق الجنة . يا دوحة الله على أرضه وفي السماء أنت الفيحاء .
فكل عام وأنت بخير . وكل يوم وأنت أحلى وأجمل . وكل ساعة وأنت تشفين من جروحك . وكل زمن وأنت الشأم .
محمد عصام الحلواني دمشق 3/5/2012م الساعة السادسة مساءً .