اعتاد السوريون بمختلف شرائحهم الاقتصادية على تزيين حيطان منازلهم وجدران بيوتهم بلوحات طبيعية أو رسومات بسيطة أو ساعات أو وضع أشياء للزينة..
ولكن هذه الأمور تعد من الكماليات عند الطبقات
المتوسطة أو دون المتوسطة، لذا تجد حيطانهم خالية إلا اللهم من آثار التعب وتجاعيد
الفقر..
لكن مع مرور سنة من نزيف الدم السوري، اختلفت فيه عادات وتقاليد كثير من السوريين
أيضاً, بعد اليوم أصبح السوريون بجميع فئاتهم ومهما اشتد فقرهم يفرغون أحد حيطانهم
أو جداراً كاملاً من جدران منازلهم..ليس لوضع تلك الرسومات أو اللوحات، بل لتعليق
صورة شهيدهم الذي فقدوه خلال هذه السنة..
يكاد من الاستحالة أن عائلة سورية لم تفقد شهيداً خلال الأشهر الماضية، إن لم يكن
ابنها فابن عمها أو جارها أو صديق قديم للأسرة أو أحد المعارف الذي له منالمعزة ما
يستوجب معه وضع صورته مع شريطة سوداء على حافتها اليسرى من الأعلى..
أصبحت حيطان السوريين تتزين بصور الشهداء وفي كل منزل من منازلنا شريط أسود ينتظر
الصورة التالية !
المجد والخلود للشهداء..