تنتشر ثقافة الإستقالة إذا كان هناك ضمير حي وأمانة وخوف من الله فربما نسمع بهذه الثقافة ، وبالرغم من أننا مسلمون والدين يحثنا على ذلك ،إلى أننا نسمع أن الغرب هم من يحملون تلك الضمائر الحية، ويملكون الشجاعة وحتى الإخلاص والحس الوطني أيضاً بينما نحن لا للأسف، وعندما يرون أنهم لم يكونوا أهلاً لهذا المنصب، ولم يكونوا على قدر الثقة الممنوحة لهم، فإنهم وبكل بسالة يقدمون على الإستقالة لا الإقالة بعد الفشل

ومثال على ذلك أن هناك أستاذة جامعية في الغرب قدمت استقالتها، على الرغم مما عرف عنها من قوة و عطاء و صرامة، والسبب كان أن واحداً من طلابها ابدى استهتارا بها، فقدمت استقالتها قائلة لابد ان الخلل يكمن بي

استقالة المسؤول في بلدنا لا نراها إلا في أحلامنا ...فالكثير من الثقافات الجميلة لدينا مستوردة من الغرب ..لكن ثقافة الاستقاله لم يستطع مسؤولونا  حتى الآن بلعها أو جلبها ،رغم أن الكثير من خطط مؤسساتنا أو وزاراتنا هي من نسج الخطط للدول الغربية ،وهم يصدحون ويتباهون بها ليل نهار ..

الاستقالة هي من الديمقرطية والحضارة ،والمسؤول المستقيل يعتبر شجاعا وناحجا

فتلك المفردة لاتصدر إلا من شجاع أحب عمله واخلص فيه, فقمة الفشل هو الاستمرار في الفشل، وللأسف ليس هناك ثقافة للاستقالة لأن اغلب المسؤولين لدينا غير مباليين بما يقوله الناس عنهم، فإذا ما صعد مرتبة لاينفك عنها ...الموت فقط هو الذي يقيله ...
لاشك ان أزمة الغاز التي نعيشها هذه الايام مرتبطة ارتباطا وثيقا بموضوع ثقافة استقالة المسؤول فالسيد وزير النفط خرج على وسائل الاعلام وقال إن هذه الأزمة  ستنتهي خلال أيام ..وكانت هذه التصريحات مجرد كلام من دون معنى ،ولم تحل أزمة الغاز ، ناهيك عن الفشل الذي مني به مدير الشركة العامة للغاز بالوصول لحل للأزمة

فهل تجرأ وزير النفط والمدير العام للشركة العامة للغاز بتقديم استقالتيهما ،ولاسيما ان استمرار الازمة سببه ادارة الشركة والعاملون في مراكز توزيع الغاز الذين وجدوا في هذه الأزمة مرتعاً لهم للفساد والرشوة والتلاعب، وذلك تحت اشراف الشركة العامة للغاز وبرعايتها، وليس كما يدّعون أن هناك نقصا في مادة الغاز  

والسؤال هل وزير النفط والمدير العام للشركة العامة للغاز جديران بمنصبيهما ..سؤال برسم المواطن السوري الشريف الذي يعاني الويلات يوميا للحصول على عبوة الغاز