news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الفساد بين الماضي والحاضر والمستقبل...بقلم : عهد ابراهيم

لقد كثر الحديث عن الفساد والفاسدين مع وجود رغبة كبيرة من الشعب السوري بكل فئاته بمحاسبة الفاسدين بشكل علني حتى يكونوا عبرة لمن يحاولوا إستغلال مركزهم وسلطتهم في المستقبل من أجل القيام ببعض الممارسات الفاسدة والتي تعود بالضرر على المواطن السوري الذي يتأثر مباشرةً بهذا الفساد ..


وما نلاحظه هو حديث بعض المسؤولين والسياسيين الحاليين عن الفساد وأنه يجب على الدولة محاسبة الفاسدين مع أن بعض من يتحدث عن الفساد كان موجوداً في مراكز حساسة في الدولة سابقاً وكان شاهداً على كل ما يقوم به بعض الوزراء وأصحاب المراكز والمسؤولين من حيث إصدار بعض القرارات المجحفة والظالمة والتي تدل على عدم خبرة الأشخاص الذين تم إختيارهم في إدارة الوزارات والمراكز وغيرها من المفاصل القيادية في الدولة فهل هي صحوة ضمير أصابت البعض وجلعتهم يتحدثون عن الفساد الذي كان يحدث في الماضي وبأن الحكومات السابقة كانت مسؤولة عن كل الأزمات التي وقع بها الشعب السوري ومن كافة النواحي وبالأخص الناحية الإقتصادية لأنه أهم جانب متعلق بالمواطن السوري من حيث لقمته ودخله ومعيشته ورفاهيته ..

 

فهل كان مسموحاً في الماضي للوزراء والمدراء بالفساد والسرقة وتطوير البعض في مناصب قيادية متقدمة من دون التفكير بما قدمه للوطن والمواطن من إبداع والمقصود هنا هو أفكار جديدة ترفع من مستوى معيشة المواطن وقرارات تسهل عليه كل ما يريد القيام به فنحن قليلاً جداً ما نشهد بعض القرارات التي تدل على أن من إتخذها هو مسؤول مبدع ومنطلق من معرفته لحاجة الناس وقربه منهم في الشارع وفي أماكن عملهم ولكن على العكس ما شهدناه ولمسناه من بعض المسؤولين في السابق بأن القرارات التي كانوا يصدروها كانت تجعلنا نبكي ونضحك بنفس الوقت لأننا نحس بأن قراراتهم هي من أجل الإنتقام من المواطن وتعقيد حياته وليس من أجل كسب رضاه أو تحسين أوضاعه وتدل على عدم خبرتهم بالوزارات التي أوكلت إليهم فالمواطن يريد من المسؤولين أن يفكروا كيف ينهضون بالدولة وليس كيف يدمروها ..

 

فهل ممكن أن يتم التفكير والتمحيص أكثر بمن يتم تعيينهم كوزراء أو مدراء والرجوع إلى تاريخهم والسؤال عنهم حتى في أماكن عملهم السابقة لأن من تعود على الفساد في المناصب الصغيرة سيجد الفرصة سانحة له أكثر في المناصب الكبيرة فالمواطن ليس مستعداً لأن يكون حقل تجارب لكل وزير أو مسؤول وأن تتنظر الدولة النتائج المترتبة على القرارات المتخذة من قبل هؤلاء الوزراء ووقعها على حياة المواطن فنحن نريد أن نحس بأن كل مسؤول في هذه الدولة يقوم بعمل يفهم به وقد درسه ومارسه حتى في أبسط وظائفه ..

 

فالفساد إن كان في الماضي أو في الحاضر أو في المستقبل يبقى فساداً ولكن تتغير أساليبه وأدواته ولا يمكن القضاء عليه نهائياً كما يظن البعض وإلا فنحن نقضي على صفة من الصفات التي أوجدها الله في البشر مثل الصدق والكذب والحب والكره وهذا غير منطقي ولكن ممكن أن نخفف منه قدر المستطاع عندما تتم المحاسبة بشكل علني دون خوف الدولة من سخط الشعب عليها عندما يقول الشعب إن الدولة هي من إختارت هذا المسؤول الفاسد بينما عندما يحاسب المسؤول هنا يعرف المواطن بأن الدولة صحيح قد إختارته ولكنها حاسبته عند تقصيره أو فساده والمسؤول هو من إستغل هذا الإختيار ولم يكن على قدر من المسوؤلية المطلوبة منه إتجاه الدولة والمواطن فعندما يحاسب ويسجن المسؤول سيحس المواطن بأن الدولة معه وتخاف عليه وتحميه من الفاسدين وتحارب الفساد فهي تعين الأشخاص في المناصب وتحاسبهم عند التقصير ..

 

وفي النهاية عندما تضع الدولة معاييراً ونظماً وأسساً في عملية إختيار الوزراء والمدراء والمسؤولين تضمن أكثر نجاحهم في إدارة وزارات ودوائر الدولة وتكسب رضى المواطن وتحقق سعادته على مختلف الأصعدة لأن هذا هو واجب الدولة إتجاه المواطن وأما إذا إستمر الوضع على ما هو عليه فسنجد الفساد يكبر وعدد الفاسدين يكثر والمواطن يخسر في ظل تطور أساليب الفساد عندما يصبح المسؤول كبيراً كان أم صغيراً مسؤولاً وليس مسؤولاً عندما يسأل عن فساده وتقصيره ويرمي عن ظهره وهنا يجب أن يبدأ البحث عن من يمتلك الفساد الكبير .

 

 


 
2012-09-06
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد