ليس خافياً على أحد أن أحداث 11أيلول 2001 تعتبر تحولاً مرعباً في تاريخنا المعاصر من حيث الحدث بحد ذاته من جهة، وتداعياته التي لم تخمد نيرانها في غير بلد من العالم حتى الآن. إنها معركة فاصلة بين دولة امبريالية عدوة وشعوب مستغلة ومضطهدة.
لقد سعت الادارة الأمريكية بقيادة جورج بوش وفريقه الى استغلال الحدث كنقطة تحول في تكريس سيادتها المطلقة على العالم، وبالغت في توصيف الحدث وتوجيه الاتهامات خدمة لغاياتها الخفية والمعلنة في آن واحد. لكن لن يطول الزمن على مايبدو حتى ينقلب السحرعلى الساحر وتظهرالحقيقة وينكشف الفاعلون الحقيقيون أمام الشعب الأمريكي الذي لايأبه لها، وأمام شعوب الدول المتضررة والعاجزة عن "محاكمة القرن".
جاء اعلان روبرت بومان المدير السابق لبرنامج "حرب النجوم" الأمريكية بأن الرواية الرسمية لأحداث 11 أيلول 2001 كانت نظرية مؤامرة وأن المشتبه الأول في هذه التفجيرات هو نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، ليفتح الأبواب أمام مزيد من التحليل والتأويل والاتهام وتحميل المسؤولية، ولكن دون وجود أدلة مادية حتى الآن. وأشار بومان إلى الطريقة التي جرت بها التدريبات العسكرية صباح 11 أيلول والتي تحاكي طائرات تصطدم بأبنية على الشاطىء الشرقي للولايات المتحدة، وكانت قد استخدمت لتضليل الدفاع الجوي والحيلولة دون الرد في الوقت المناسب لإيقاف الهجمات.
الاتهام الأولي الذي تم توجيهه لفدائيين يابانيين "كاميكاز" أرادوا الانتقام من أمريكا لمدينتي هيروشيما وناغازاكي لم يدم طويلاً ولم يتم صدفة، وانما جاء بشكل مدروس اعلامياً لتوجيه الأنظار الى جماعة أرادت الانتقام بعد أكثر من نصف قرن، قبل أن يتم توجيه الاتهام المخطط الى ارهابيين مسلمين والايحاء بأن الاتهامات ليست معدة مسبقاً. ثم خرج الرئيس بوش بمقولته القطعية "من ليس معنا فهو ضدن"، طالباً من الأمريكيين أن يضعوا نصب أعينهم حرباً طويلة الأمد، ولم لا طالما أنهم أرادوا أن يكون القرن 21 أمريكياً.
لقد كان البرجان قنبلتين موقوتتين بسبب دخول مادة الاسبستوس المسرطنة في بنيتهما لحماية الفولاذ من تأثيرالحرارة، وعلى مدى سنوات عديدة تعاملت ادارة مرفأ نيويورك، الجهة المسؤولة عن المركزالتجاري العالمي، مع هذه الحقيقة وحاولت الحصول على إذن بالهدم، ولكنها لم تنجح بذلك بسبب الخوف من انتشار مادة "الاسبستوس" من جهة، وضخامة تكاليف الهدم من جهة أخرى.
بعد هذه المقدمة القصيرة، ماالذي دفع الاقتصادي اليهودي لاري سيلفرستاين، الذي ساهم في حملة بوش الانتخابية، لأن يوقع عقداً مع ادارة مرفأ نيويورك، قبل خمسة شهور فقط من وقوع التفجيرات، اشترى بموجبه حق الانتفاع من البرجين على مدى 99 عاماً لقاء أجر سنوي يقدر بـ100مليون دولار!!! وقام بالتأمين على العقد بمبلغ 2,3 مليار دولار، وهذا أمر طبيعي، لكن الغريب هو قيامه بتوقيع عقد تأمين إضافي بقيمة 3,5 مليار دولار ضد عمليات ارهابية.
والسؤال هو هل اشترى سيلفرستاين هاتين القنبلتين الموقوتتين بالتنسيق مع جهات ذات نفوذ كبير ومقدرة فنية عالية لتنفيذ مخطط متقن لعملية ارهابية ورمي المسؤولية على مجموعة من الارهابيين انتحروا تحت شعارات دينية حاملين معهم أسرار العملية لتحصد نتائجها حكومة اليمين المتطرف لتنفيذ سياستها المرسومة بعناية والتي تحتاج لمبرر كبير أمام الشعب الأمريكي وجميع شعوب العالم!!!
عمليات سرية كبيرة احتاجت لعشرات السنين حتى يرفع عنها الحظر وبعد رحيل أبطالها الحقيقيين..فهل يمتلك أحد الدليل الكافي لكشف حقيقة أحداث أيلول ومحاكمة مرتكبيها الفعليين.