بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أكتب فإذن أنا أعبر عن رأيي
إن لم يكن رأيي متوافقاً مع رؤيتك ووجهة نظرك . فهذا طبيعي لا تخف . بل يجب أن تتقبل الأفكار الشاذة عن مفهومك للحياة . فكل ما تراه أنت مناف للعقل والمنطق من أفكار لدى الآخرين . تكون في نفس الوقت هي أسلوب حياة بالنسبة لهم .
ومن الطرائف أن بعض العبادات التي يتقرب بها بعض الشعوب إلى الله . هي عينها الآثام التي تحرمها شرائع شعوب أخرى . وهذا أيضاً طبيعي . في الحياة هناك أسئلة لا جواب لها وهي مسائل خلافية بين جميع الإيديولوجيات والمناهج الفكرية قديماً وحديثاً .
أخي العزيز : هذه دعوة مفتوحة من القلب لتقبل الحوار . حتى مع من تعتبره عدواً حالياً . لكي تصل إلى مرحلة قبول الأخر رغم الخلاف الكبير بينكما .
هنا سيقول قائل ( قبول الحوار حتى مع كيان إسرائيل الغاصب ) . الجواب . لا . إن لكل قاعدة شواذ وهذا شواذ هذه القاعدة . فإسرائيل تحمل فكراً عنصرياً إقصائي . في مواجهتك وقد حكمت عليك مسبقاً . فلا جدوى من الحوار معها .
الحديث هنا عن الكتابة . وعن التعبير عن الرأي . وعن البلد ( سوريا ) . التي من المفترض أنها عزيزة على قلب الجميع . منذ مدة طويلة وأنا أقرأ في سيريا نيوز ولا أعلق . وصارت مساهماتي قليلة جداً . السبب أن مستوى التعليق لا يرتقي في غالب الأحيان إلى أدنى درجات سلم الآداب العامة . فمن يقرأ ينفعل ثم ينكب على كيل التهم والشتائم على الكاتب . وما ذنب الكاتب إلا أنه وجد فسحة يعبر فيها عن رأيه .
فهل الرأي غير مقبول في ساحة الرأي العامة .
وهل مخالفة الرأي جرم يستباح به دم الكاتب . لعمري هذا أشنع حالات التطرف . ( الكلمة هي طاقة تصرف لتنير درباً ) . فلا تلقي كلمات تطفئ شموع الأمل في نفوسنا أيها العزيز الذي يعلق باستهتار واستهزاء بالكاتب . بل تفضل وقل رأيك بصراحة وكن في أدنى مراتب الشجاعة عند المواجهة . ولا تكتفي بالنقد الجارح والغير بناء من وراء أسم مستعار .
إن قبول الأخر ومحاورته في رأيه ضمن حظيرة الأدب . هي أدل دلالة على الحس الإنساني المنفتح . الذي يرقى إلى كمالات البشرية بخطى واسعة . وعكسه التقوقع والانغلاق ورفض كل ما قيل ويقال . والرد عليه بطريقة غير مؤدبة ولا بناءة .
صرت أحزن لما أرى أسماء لامعة في عالم الشعر والبلاغة والأدب تساهم هنا في سيريا نيوز بعد أن ندعوهم للإطلاع على هذا الموقع الرائع . ثم تتعرض للتجريح فتكون مساهمتها كبيضة الديك مرة واحدة في العمر .
هذا من مسئولية أصحاب الموقع في التدقيق والتمحيص فيما ينشر على موقعهم الكريم . وليس عدم نشر نقد أو مساهمة دليل على التسلط والانحياز . بل هو قرار سيادي يمارسه صاحب الموقع أو المشرف عليه وله حق النشر أو عدمه طالما أنه يقدم الخدمة مجاناً . وبلا بحث عن خلفية الكاتب وطلب سيرة ذاتية عن إنجازاته في الحياة .
هذه شقشقة هدرت ومنكم العفو والسماح .
دمشق محمد عصام الحلواني 18/9/2012 م الساعة الثانية عشرة ليلاً .