لا بد أن نذكر ان اسرائيل الدولة الأصغر والأعظم في التاريخ البشري ( عندما تعين رئيس اكبر واعظم دولة في العالم فانها تمتلك امكاناته )

هذه الدولة استطاع محور المقاومة أن يصنع لها شيء صغير شكلاً كبير مضموناً وهو حزب الله اللبناني هذا الحزب الذي وازن براً عندما وعد بتدمير الفرق الاسرائيلة الاحدى عشر واحتلال الجليل ووعد بحصار بحري على اسرائيل عندما هددت اسرائيل بحصار بحري ووعد بمطار بنغريون مقبل مطار بيروت ووعد بظهور مقاجآت في المجال الجوي يعني توازن بر ببر وجو بجو وبحر ببحر وعندما صنع التوازن وسكت الاسرائيلي على الأرض وعندما جرب قوته في شجرة العديسه كلنا علمنا ماذا حدث وظهر توازن رعب بين القوتين الاسرائيلية العظمى

 وقوة حزب الله الصغيرة جداً مقارنة بامكانات اسرائيل فسكت العدو ولكن حزب الله لم يسكت فقال لهم : بقي لدينا شيء لا تملكونه وهو سيحسم المعركة القادمة لصالحنا وهو انه عندما دمرتم بيوتنا استقبلنا الشعب السوري في بيوته كما استقبل العراقيين قبلنا والفلسطينيين قبلهم فان دمرت بيوتكم فاين تذهبون ؟

 اذاً حسم حزب الله المعركة بالشعب السوري . حسمها بابن القلعة وكفرزيتا وكرناز وحمص بابا عمر وجورة الشياح ودمر واعزاز وشكلت اللجان الأهلية التي قدمت حتى بيوتها ولقمة اولادها والعابهم . حسم حزب الله المعركة بالسوريين الذين استقبلوا مليوني لاجئ عراقي ما يعادل عشرة ملايين سوري لأن العراقي القادم كان يملك المال وقاسمنا الخبز المدعوم والمازوت والطعام والطبابة ولم يتأفف أي سوري حسم حزب الله معركته بالشعب السني الذي رفع صورة الشيخ الشيعي في المساجد تقديساً للمقاومة حسم نصر الله معركته بالشعب المسيحي الذي علق صوره في صدور المنازل وعلى بلور السيارات حسم نصرالله معركته بكل السوريين لأن الكل قال أنا من الطائفة المقاومة السورية العربية الإنسانية أنا من الطائفة التي فتحت أبوابها للأرمن عندما قتلهم الأتراك العثمانيون حسمها في بلد التنوع الثقافي البيئي والإنساني حسمها بك ايها السوري ووقف الإسرائيلي لا يستطيع لأول مرة في التاريخ فكان لا بد ان يتغير المشهد فالبيت الذي رفع الصورة في 2006 هو نفس البيت الذي احرقها في 2011 فهل تغير مشهد حزب الله ؟" هل كان سنياً وأصبح شيعياً ؟ هل كان مقاوماً واصبح غير مقاوم ؟ هل كان قوياً أصبح ضعيفا" ؟ هل كان مع تحرير فلسطين واصبح ضده ؟ اذا كان الجواب لا فمن الذي تغير ومن الذي له مصلحة في التغيير ومن اجل من ؟إذا بموجب المعادلة السابقة اصبحت اسرائيل ستنتهي في اي حرب قادمة .

 اسرائيل الدولة التي لها قرار حاسم في تعيين اكثر من نصف رؤساء دول العالم انتهت مع اي مواجهة عسكرية قادمة .بالجانب السياسي ظهرت فكرة البحار الخمسة وهي فكرة سورية بامتياز وفي الجانب التركي عرض على تركيا ان لا حاجة في كل مرة تقبلون اقدام اوربا ليقبلوكم بالاتحاد الاوربي ونحن نستطيع ان ننشئ اكبر تجمع اقتصادي وحضاري وانساني وسياسي بالتاريخ البشري تعتمد على تعاون تكاملي بين دول المنطقة وربطها جغرافياً بممرات مائية وتجهيز البنى التحتية التي بينها وبدأنا نسمع قطار الصين الى الحجاز وربط الغاز الروسي والايراني والسوري والاستفادة من سدود اتاتورك لتسقي الارض السورية حتى دمشق وانشاء سد مشترك على نهر العاصي لا تستطيع سوريا من الاستفادة من مياهه لتصبح المياه لتركيا والكهرباء لسوريا . وكان لهذا التجمع شرطان اساسيان : الاول ان لا يكون اعتداء بين الدول التي تنتسب الى المشروع واجريت مصالحة تاريخية بين تركيا وارمينيا والثاني ان لا تكون اسرائيل جزء منه بصفتها دولة قائمة على العدوان .

 ومع بدء تنفيذ المشروع بدأ الخطر يهدد اسرائيل في الحرب من خلال معادلة ذكرت سابقاً وبالسلم من خلال مشروع ربط البحار الخمسة المذكور .

السؤال هو هل ستسمح اسرائيل ومن ورائها بتدميرها واذا كان الجواب لا فما هي الخيارات المفتوحة؟لم يبقى اما اسرائيل وداعميها الا تحويل المعركة الى الداخل السوري لتحويل السوريين الى اقليات وطوائف مقتتلة ولكنها غير قابلة للازالة ؟ففي التاريخ يوجد اقتتال ولكن لا يوجد اقليات تزال فقد حاول السلطان التركي سليم ابادة العلويين ولم يستطع وحاول الاتراك ابادة الأرمن ولم يستطيعوا وحاول هتلر حسب زعمهم ابادة اليهود ولم يستطع وحاول اليهود الصهاينة ابادة الفلسطينيين ولم يستطيعوا وحاول نظام الابارتد ابادة الأفارقة ولم يستطع وحاول الأمريكان ابادة الهنود الحمر ولم يستطيعوا .. والأمثلة كثيرة .

وهنا هذه الأقليات حسب مخططهم وسعي عراعيرهم ستقتقل الى ان تضعفها وتنهكها الحروب الطائفية والمصالحية وعندما تهمد الناس سيختارون الحل السلمي ويحتاجون ما سأسميه مجازاً ( المختار ) فإن اختير من أحد الطوائف السورية سيقتلونه وعندها يأتي المختار اليهودي ويحمل معه مشروع اقتصادي او اجتماعي يجلس بكل غرفة فيه مجموعه كل واحد منهم ينتمي لطائفة ويقتتلون عندما يريد ويتصالحون عندما يريد وهو الحل الوحيد بالنسبة لإسرائيل فتخيلوا اننا كلنا نخدم اسرائيل التي يتساوى لديها المسلح والجندي واهل الطوائف مجتمعين والأقرب اليها هو من يقتل اكثر من السوريين وهو من يدمر بنية الشعب السوري المقاوم الكريم وهم يتصرفون بوقاحة ولا زلنا نذكر انه في مرحلة ما ان عدد السوريين في المخيمات التركية وصل الى الفي لاجئ يعني ما يعادل 1000 ذكور والف اناث واذا احتسبنا ان الطفلات والكبيرات حوالي 600 يعني الفتيات حوالي 400 . وكلنا سمعنا في حينها ان عدد المغتصبات 400 والحوامل 250 اي اغتصبت جميع النساء انظروا ايها الشعب الكريم الذي ادخلت لبيوتك وقلبك الأرمن والفلسطيننين والعراقيين واللبنانيين ما هو المخبئ لنساءنا وكم سيكونوا مهتمين لأمرنا ان احترقنا او قتلنا او اغتصبت نساؤنا وهل سمحوا للتحقيق وهل سمحوا للكاميرات ان تصور وهل سمحوا لهم للعودة للاجئين انظروا وعوا ايها الأخوة السوريون الشرفاء .

أما العثماني الناشئ اردوغان فقد وعد بأكثر من مشروع البحار الخمسة وان يعود لدولته العثمانية وان يحتل العالم العربي من جديد ويتحول لشرطي بديل لإسرائيل التي لم تعد الشعوب العربية تقبلها ولم تعد تستطيع ان تستمر بسبب المعادلة التي صنعها محور المقاومة والشعب السوري فأصبح من الضروري جداً البحث عن شرطي بديل ومن مواصفاته انه يجب ان يكون شكلاً عدو لإسرائيل ومثل علينا مشهد مسرحية دافوس وانسحابه من المسرحية والمهزلة ونسينا جميعاً لولا أردوغان لما كان لعمرو موسى ان يجلس في مؤتمر مع رئيس الكيان الصهيوني يعني ورط هالجحش وركب عليه وظهر كبطل وصفقنا له نحن الأغبياء واليوم هو آت وبوقاحة أنه الإمبراطور العثماني الجديد ؟ وحاول ان يركب صهوة الثورات العربية والمليارات العربية ألم يقل : أنا حفيد العثمانيين وسليل السلاجقة ؟؟ السؤال هل سيكتب التاريخ بأن غباؤنا سيعيد العثمانيين أربعمائة سنة جديدة أم سنصحو ؟ هل يوجد من يشكك بان الكلب أردوغان يسعى لدولته العثمانية وهل هناك من يشكك بأنه يسعى إليها سعي الكلب المسعور وهو يعيد التاريخ نفسه لقتل السوريين ... أم أننا سنستفيد من دروس التاريخ ونتذكر نهاية إمبراطورية ( شوكوزال أمان يا ربي أمان ) ؟

لماذا سوريا  ؟ لأنها قلب المقاومة روحياً وجغرافياً ..لأن إسرائيل قد  تستطيع أن تدمر صواريخ إيران البعيدة ولكنها لا تستطيع أن تدمر طلقة الرشاش التي تنطلق من سوريا ولبنان .

يتبع ..