أيها السادة المحترمون : لي صديق تكاثرت عليه الهموم والمصائب بسبب الأمراض التي ألمت بعائلته فرادى ومجتمعين حتى تحسب أن القدر حاصره ولم يعد له شغل غيره
هو وزوجته وأولاده وكنت أهنئه على صبره وتسليمه ليد القدر التي تبطش به بطش عشواء
ووقع بين فكي كماشة المرض وأسعار الطبابة المرتفعة ومنذ بضعة أشهر ذهبت لأعوده من مرض آلم بابنه مما اضطره لأن يجري له عملية جراحية أضيفت إلى فاتورته الشهرية ورغم انه موظف وزوجته كذلك والرواتب مقبولة إذا ما قورنت بدخل الفلاحين فكان يشهق ولا يلحق وفوجئت بأنه فرح رغم المرض و رغم عملية ولده الغير محسوبة وهو يفتح ذراعيه وزوجته ويدعون للسيد الرئيس بطول العمر والبقاء وكأن شيء حصل أنساهم همومهم فسألت وقلت له ماذا حصل فقال احسب يا أخي ماذا كانت فاتورتي الدوائية خلال يومين
- معاينة عند طبيب متخصص 700 ليرة
- عمل جراحي وتكاليف مشفى 30000 ليرة
- تحاليل قبل العملية 1200 ليرة
- دواء متنوع 2400 ليرة
- أي بمجموع حوالي 35000 ليرة
- وبسبب التأمين الصحي لم ادفع إلا اقل من 3500 لير ة أي 10 0/0
عندها أحسست أنني أمام انجاز وطني بامتياز وبدأت أخاف عليه من أن تطاله يد الفساد وتخرب هذا الانجاز الإنساني الغير مسبوق وبدأت أتابع هذا العمل من خلال استقصاءات وأسئلة من قبل أصدقاء وكنت نويت أن اكتب عن هذا الموضوع ولكن الأحداث الأخيرة التي حصلت بالبلد أخرت الاهتمامات وأصبح همنا الخروج من الأزمة
وقى الله سوريا شر الأزمات
الايجابيات المتوقعة لهذا العمل الوطني :
- تخفيض فاتورة العلاج لتصبح ممكنه بعد أن كانت مستحيلة وكان الفقير والموظف عندما يضطر إلى عملية قلب مفتوح مثلاً يبحث عن الجمعيات الخيرية و المشافي الوطنية وغيرها
- تخفيف الضغط على المشافي الوطنية التي تغص بالمرضى نتيجة زيادة تكاليف العلاج بالمشافي الخاصة
- النهوض بالواقع الطبي بالمشافي الخاصة التي كانت تئن تحت وطأة التكاليف والضرائب وقلة الدخل بسبب عزوف الناس عنها
- تمكين المريض من متابعة علاجه عند طبيبه الخاص أو من يختار ويثق به لحالته كون التكاليف لم تعد مشكلة
- تستطيعون أن تعدوا أسباب أخرى ونتائج اكبر
أما السلبيات التي لاحظتها خلال الفترة الماضية :
يوجد عدد من المرضى يتعاملون مع عدد من الأطباء الذين يأخذون منهم بطاقة تأمينهم ويكتبون لهم وصفة بالحد الأقصى الممكن ليستفيدوا من المعاينة وليس هناك مرض
يوجد عدد من الصيادلة الذين يأخذون هذه الوصفات ليصرفوها كشامبوهات وفوط أطفال وماكينات حلاقة بل وتحولت بعض الصيدليات إلى ما يشبه محل السمانة بدل الصيدلية
احد الأطباء يقول لمريضه وهو مصاب بغيبوبة الآن الكومبيوتر لا يعمل عد في نهاية الدوام
- صيدلاني يقول الحاسب غير جاهز الآن ويجبر المريض للذهاب إلى مكان آخر
- دكتور آخر يقول والله مو موفاية بدن ياخدوا ضرائب ورسوم الى آخره ويتأفف من العمل
- آخرون يشكون بان الأموال لا تصل لهم بعد وأن لهم مئات الألوف على الشركات ولم تدفع
وهنا تساءلت :
-هل هذا التأمين يواجه خطر الإجهاض وهو لم يلد بعد ولم يستفد منه إلا قلة من العاملين بالدولة ؟
- هل تستطيع الشركات استيعاب حجم الخسائر الممكنة لقاء أن تدفع 10 0/0 وتستفيد من 90 0/0 ؟
إن كان هذا ممكناً فأنا اعتقد بوجوب الاستمرار وأي سيولة تدخل السوق تحركه وتحرك بناه وهي حركة ايجابية طالما تمنيناها
أما إن كان هذا سيؤدي إلى انهيار هذا العطاء العظيم فالسؤال المهم : أن التأمين الصحي لنا فماذا علينا لنحميه ؟
سؤال اتركه للنقاش على صفحات هذا الموقع العزيز ولا أريد أن أتهرب من المسؤولية في طرح المشكلة والحل بل أريد أن نتشارك بالحل ومن هذا الباب أتيح لي أن التقي عدد كبير من الأطباء في المشفى وعند مرافقتي لوالدي المريض شفاه الله وعدد من الموظفين وتم طرح عدة أفكار منها :
- أن تقوم الجهة التي تؤمن متابعة المريض بالاطمئنان على صحته واستبيان الفائدة التي تحققت له من خلال التامين وهذه الفكرة تفيد ان كان الطبيب يبعث البطاقة وبرقمها وبدون معرفة المريض ليستفيد من المعاينة
- أن يتم التشدد في حال ثبوت خرق لقواعد التأمين لما فيه المحافظة على هذا العطاء العظيم
- أن يتم فتح صيدليات خاصة مناطقياً أدويتها ممهورة بالتوقيع اللازم ليرى أن هذا الدواء هو المخصص حيث لم ينفع أن ترسل العبوة الفارغة للدواء فيتم التحايل على الموضوع
أرجو أن نتشارك بالرأي للأسلم لنا ولوطننا
وقى الله سوريا شر الأزمات والفاسدين والمفسدين