news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الجهاد في سورية...بقلم : عهد ابراهيم

لقد أصبح الجهاد في سورية طريقاً لدخول الجنة وملاقاة الحوريات كما يزعم بعض أصحاب العقول التكفيرية الوهابية الإرهابية الذين يجهلون حتى تفسير بعض آيات القرآن الكريم الذي ورد فيها ذكر حور العين وحتى بعض الآيات القرآنية الأخرى التي تدور في معناها حول دلائل ومعاني بعيدة كل البعد عن الشرح والتفسير الذي يفسروه هؤلاء الذين يدعون الفقه الإسلامي


 ولكنهم في الحقيقة هم جهلاء ومنافقون لأنهم قاموا بتحريف معنى حور العين وجعلوا منها معنى آخر لخدمة مصالحهم من أجل تجنيد أنصارهم و بعض الرجال الراغبين في التقرب من الله تعالى ودخول الجنة من أوسع أبوابها وزرعوا الأوهام في عقولهم بأنهم سيلاقوا الحوريات عندما يستشهدوا وهم يجاهدوا في أي دولة يطلبوا منهم الذهاب للجهاد والإنتحار فيها من خلال تفجيرهم لأنفسهم وقتلهم للناس وتدميرهم لأماكن الحياة العامة ..

 

 فلماذا هؤلاء الشيوخ لا يذهبون هم أنفسهم للجهاد والإستشهاد والإنتحار في سبيل ملاقاة الحوريات فالجواب بسيط لأنهم يعرفون أن هذا كله وهم وكذب ولا وجود للحوريات في الجنة وأن المقصود بحور العين ليس المعنى الذي هم حرفوه إلا أن هؤلاء التكفيريين فسروا هذه الآية بالمعنى الذي يلبي رغباتهم ونزواتهم فمن يجاهد من أجل هذا الغرض فهو كافر لأن الجهاد يكون في سبيل الله وليس من أجل لقاء الحوريات كما يزعمون من أجل إرضاء شهواتهم وعربدتهم ومصالحهم المرتبطة بالدول الداعمة والمشجعة لهم فهل قتل البشر في هذه التفجيرات التي يقومون بها سوف يدخلهم الجنة

 

 فلو كان هذا الكلام صحيحاً كان الله عز وجل ذكر في كتابه على الأقل ولو في آية واحدة تدل على هذا النوع من الجهاد الذي يجعل الإنسان يدخل من خلاله الجنة ويعيش الرفاهية بجانب الحوريات التي يتحدثون عنهن عندما يحاولون إقناع بعض أنصارهم بوجوب الجهاد في إحدى الدول التي يحللون الجهاد والقتل فيها وكنا وجدنا كل البشر يفجرون أنفسهم وينتحرون في سبيل الوصول إلى هذا الهدف وكان كل البشر يدخلون الجنة من أوسع أبوابها والغريب أنهم لا يحللون الجهاد في أي دولة من الدول الأجنبية التي تحاول تشويه صورة الإسلام والإعتداء على الأماكن المقدسة وحرق المصحف الكريم ولا حتى الدول الإستعمارية التي تعتدي على الدول العربية  وتعلن الحرب لأتفه الأسباب من أجل تحقيق أكبر الأهداف فكيف يجوز الجهاد في أي دولة عربية تعلن الدول الإستعمارية الغربية وبعضها العربية الحرب عليها ودعوة أنصار التيارات التكفيرية للجهاد في هذه الدول التي ليس معروفاً الذنب الذي إقترفته إلا أنها تقف في وجه مصالح وطموحات الدول الإستعمارية في بسط سيطرتها وتوسيع إمبراطوريتها حتى عادوا بنا إلى عصورٍ قد مضت حيث كان الصراع  قائماً على كل الأقاليم التي أنعم الله عليها بالخيرات والثروات حيث كانت الحروب والغزوات من أجل السيطرة على كل هذه النعم والتي أصبحت نقمة في بعض الأحيان لأنها تجلب الحروب والقتل والدمار على الإنسان والحيوان والنبات وحتى الجماد ..

 

لقد أصبح الجهاد في هذه الأيام من أجل إعلاء كلمة أمريكا وإسرائيل وملوك وأمراء الخليج والسلطة العثمانية لأنهما يتبنيان كل ماهو مخالف للعقيدة والشريعة الإسلامية فمن أوجد أسامة بن لادن وتركه في صحاري أفغانستان يدرب الجهاديين ويرسلهم إلى أصقاع الأرض وما نتج عنه من تيارات وزعماء جهاديين موزعين في كل دول العالم لزرع الإرهاب والتفجيرات في سبيل الجهاد والشهادة وهذا كله سراب في سراب وبعد مرور سنين على إستخدامه وإقامة الحروب بحجة القضاء عليه وعلى تنظيم القاعدة قرر أوباما أخيراً التخلص منه من أجل تبييض صفحته أمام الشعب الأمريكي بسبب الإخفاقات المتتالية والحروب الفاشلة التي أنهكت أمريكا ودهورت إقتصادها وكأن الرؤوساء الأمريكيين الذين كانوا من قبله لا يعرفون مكان بن لادن إلا أن أوباما إستخدمه كورقة الجوكر في حالة إضطرارية وفي المستقبل القريب سيتم إستخدام الكثير من أوراق الجوكر وحتى على مستوى الرؤوساء العرب مثل أوراق الجوكر التي تم إستخدامها مؤخراً من الرئيس مبارك والرئيس بن علي والرئيس صالح ولكن هناك أهم أوراق الجوكر الموجودة في الخليج التي سيأتي دورها قريباً لأن كل عصر بحاجة لأوراق جوكر جديدة مواكبة ومتأقلمة معه وتخدم مصالح الدول الإستعمارية من دون أن يتم التعب والعمل على تغيير عقول ومبادئ هؤلاء الملوك والأمراء لأن المطلوب دائماً هو ذيول جديدة ..

 

والغريب أنه وبعد كل التقارير والمعلومات والإعترافات من أهم الدول الإستعمارية الغربية والعربية عن إرسال الإرهابيين التكفيريين للجهاد في سورية وتقديم كل الدعم اللازم لهم لتنفيذ أعمالهم الإرهابية من قتل وذبح وإغتصاب وإغتيال وحرق وتدمير وإثارة الفتن إلا أننا نسمع بعض المعارضين السوريين في الخارج والذين تورطوا في كل ما يحصل في سورية لا يعترفون بهذا كله وكأن العالم كله في جهة وهم في جهة أخرى ولا يتابعون أية صحيفة عربية أو أجنبية ولا حتى أي محطة تلفزيونية فهم تصلهم التعليمات بأن يخرجوا ويقولوا بعض العبارات ومن ثم يعودوالسباتهم  الصيفي والشتوي غير مهتمين أو متابعين لما يعاني منه الشعب السوري ولا يهمهم إعادة لم شمل السوريين بكل طوائفهم ومحافظاتهم تحت سقف وطن واحد ..

 

 ولكن لا بد أن يأتي اليوم الذي تكون فيه سورية مقبرة لكل من حاولوا العبث بها وتورطوا في كل ما يحدث على أرض وطننا الغالي والأيام القادمة ستشهد تطورات كثيرة على مستوى العالم وعلى مستوى الداخل السوري إلا أن هذه التطورات ستفرح البعض وتحزن البعض الآخر فالثمن سيكون غالياً على الجميع .

 

 

2012-10-23
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد