لقد نعت وزيرة الخارجية الأمريكية ما يسمى مجلس إسطنبول والذي كانت قد صرحت عندما تم تشكيله بأنه يمثل كل الشعب السوري وفي نفس الوقت طبَلت وزمَرت به كل دول العالم بإعتباره الممثل الشرعي الوحيد عن الشعب السوري في كل الإجتماعات والمؤتمرات التي كانوا يعقدونها من أجل بحث الأزمة السورية ..
ولكن مالذي حدث حتى أعلنوا وفاته وعدم الإعتراف به والبحث عن بديل له وكيف ممكن أن نترجم حالة الإحباط التي أصابت كل العالم من هذا المجلس الذي هو في النهاية إسم على مسمى فقد سمي مجلس إسطنبول لأنه خاص فقط بتركيا وبالدور الذي لعبه أردوغان خلال الأزمة السورية فهذا الدور قد إنتهى بالفشل مع نهاية مجلس إسطنبول هذه النهاية التي صدمت كل من راهن عليه وعلى مدى فاعليته وشعبيته وإستمراريته وبنفس الوقت راهن عليه البعض الآخر بأنه لن يستمر ووصفوه بالهشاشة والنفاق والتآمر والمصالح الشخصية التي جعلت خلافاتهم تكبر يوماً بعد يوم وعلى ما يبدو أن الفريق الثاني من الذين راهنوا عليه هم من صدقت توقعاتهم واليوم نشهد إنهيار هذا المجلس التآمري الذي دفع ملايين الدولارات من أجل قتل وذبح الشعب السوري وتدمير سورية بالكامل فهل يكون مثل هذا المجلس ممثلاً للشعب السوري كما رأى البعض الآخر ..
ولكن الغريب بأن الذين يمثلوا هذا المجلس قد صدقوا الكذبة بأنهم ممثلين عن الشعب السوري ولم تتحمل عقولهم نهاية أحلامهم والمناصب التي كانوا قد تقاسموها فيما بينهم ولكن بعد أن تم الإعلان عن وفاته بدأ البعض منهم الحديث على أنه لا يجوز الثقة بأمريكا أو بأي دولة أخرى تدعمهم وكأنهم أحسوا بتأنيب الضمير وهم لا يعرفون بأن أمريكا عندما تقرر نهايتهم فهم أصبحوا من الماضي وورقة محروقة وأداة مكسورة كغيرها من الأوراق التي ستحرق والأدوات التي ستكسر في المستقبل القريب لأن أمريكا ليس لديها كبير ولا صديق وكل من نفختهم في يومٍ من الأيام ستعلن تنفيسهم والإستغناء عن خدماتهم فالتاريخ موجود لمن يعرف ويفهم في قراءة التاريخ لأن كل من دخل في الأزمة السورية لم يكن لديه الخبرة الكافية في السياسة ولا حتى الخلفية التاريخية التي تجعله يتوقع ماذا ستكون نهايته بعد مرور عدة أشهر من الأزمة وبعد تغييرات جوهرية في العالم وفي المواقف التي تتبدل كل يوم لا بل وكل ساعة فمن حلم بأن يكون سلطاناً هاهو يسعى بكل قوته ليحافظ فقط على أن يبقى في منصبه الحالي ومنهم من عاشوا أوهاماً بأنهم سيزوروا سورية ويصلوا في الجامع الأموي والبعض ربما كان يفكر في بناء المشاريع والإستثمارات ورفع علم إسرائيل وفتح سفارة لها في دمشق وكل هذه الأحلام كانت عبارة عن أحلام وردية فقد ذهب الكثير من هؤلاء الحالمين العرب والأجانب وأصبحوا خارج الحياة السياسية ولم يبق لهم وجود ولا ذكر وسنشهد الكثير غيرهم يلحقوهم ويذهبوا خلفهم إلى مزبلة التاريخ فهي كبيرة وتسعهم كلهم ودائماً فيها أماكن لمن يشبهونهم ..
وهكذا فقد بدأت تداعيات الأزمة السورية تتبلور أكثر لتأخذ مساراً لا يرحم كل من تآمر على سورية ودعم هؤلاء المرتزقة وسنجد رؤوسهم تنخفض أمام أبواب دمشق والذل والهزيمة في عيونهم وسيكون هناك المزيد من النهايات للكثير من البدايات التي رافقت الأزمة السورية .