ِدَمشقُ تنشُرينَ بِبَحرِ الزمانِ أشرعةً ما أبحرَتْ سُفنٌ في الخُـلدِ إلاكِ
ِدَمشقُ و هذا الليلُ أسدَلَ حِجَابَـهُ و أمواجُ المُحبينَ تُبحِـرُ في معناكِ
َرَسمتُ ظِلكِ بِهُدُبِ العينْ رَوعـةً فَشْدا نايٌ علىَ كَتِفِ جَدولٍ غـناكِ
ســقا اللهُ تِلكَ الأيامُ وســـقا أيامٌ لَعِبتُ فيها طُراً عـلىَ ثرَاكِ
ُقمْ و أرْنوَ نَحـوَ جُـلقَ تـطلُعاً يا أجمَلَ البُلدانِ سُبحانَ مَنْ سَواكِ
يا دُرةً في الشـرقِ وأنتِ مَهْدَهُ الغربُ يطمَعُ أنْ يـدوسَ ثـراكِ
فَلأِنْ جَرتِ الدواهِيَ عليكِ تطاولاً تأبَينَ الغَرَقَ و مُغرَقُـونَ عِـداكِ
ناشَدتُ اللهَ فيكِ بِأفْصَحَ لِسـانٌ عربِيٌ تَنزَّلَ بِهِ القُرآنُ ليَحمْي سَمَاكِ
َجرَتِ الأمْلاَكُ و الأفْلاَكُ تبَحُـراً و أسْكَرَنيَ العِشقُ في بَعضِ معناكِ
جَلَ الإلهُ و جَلَ عَظيمُ بَهَــاؤهُ ما كانتِ الدُنيا يا ِدمَشقُ لـولاكِ
مَكرُوا بِكِ لِيُحرِقُوكِ بِغَــدْرِهِمْ و يَمكُرُ اللهُ بِهِمْ و هُـوَ مــَولاكِ
ِمنكِ خَرَجَ المَسيحُ بِأَعْدَلِ شِرعَةٍ وَضمَ ذُو الكِفْلُ ويَحيىَ و هَابِيلُ ثَرَاكِ
بِكِ بَدأتْ قِصَّةُ الحياةُ و تَنتَـهيْ ِقصَّةُ قَابِيلُ و أخَــاهُ هَابِيلُ َفـتَاكِ
يا حَاضِرَةَ اللهْ و َقَلبُكِ نابِــضٌ يَدُقُ أنِيناً ويَنْبِضُ بِأُخْرَىَ فــِداكِ
ِدمَشقُ ما غَرَّتنْي في الكَونِ مَدِنَيةٍ ولا حَضَارَةٍ ولا مَدِيَنةٌ عَشِقتُ ِسـوَاكِ
َحبيبَتيِ أنا مِنْكِ خَرَجتُ و إِلـيكِ َسوفَ أعُودُ لِأكُونَ ذَرةً مِنْ ذَرَارِيَ ثَرَاكِ
َيستَنبِتُ كَاهِليِ فَلاَحٌ بِمِعوَلِهِ وَقَمْحِهِ وتُبْنىَ جُدرانُ الحُبِ مِنْ طِينَتيِ لِعُلاكِ
َويَسكُنُ جُدرَانيِ بَعضُ أبنَائُكِ فَأتغَنَّىَ مازِلتُ حَياً أنَا التُرابُ تَحتَ قَدمَاكِ
فَلأِنْ رُدِدتُ إِلىَ الحَـيَاةِ مـُجدَداً فَما أسعَدَ رُجُوعي لِلحَياةِ لِكَي ألقَاكِ
ِدمَشقُ سِفراً في الإِنْجِيلِ قَرَأتـُكِ واللهُ في القُرآَنِ سُورَةٍ مُبَارَكَةٍ سَوُّاكِ
ِمنْ بَعْضِ ثَرَاكِ سـَوُّا اللهَ أدَمٌ و أهْبَطَهُ إليكِ و أوصَاهُ أنْ يَرعَاكِ
َفحَجَ إلِيكِ أبَانا كُلَ عَامْ تَطَلُعاً إِلىَ طُهْرِكِ ونَامَ قَريراً فَوقَ ثَراكِ
و عَلَّمَ أبْنَائَهُ أنْ يا بَنِيَ تَلَطَّفوُا ِبسُورِيةِ المَهدِ والرُّوحُ ومَهبِطُ الأَمْلاَكِ
محمد عصام الحلواني / دمشق / في / 19/1/2013 م / يوم السبت الساعة الخامسة مساءً