تعددت الوسائل التي يتابع من خلالها الشعب السوري الأخبار السياسية والإقتصادية والإجتماعية وغيرها من الأخبار اليومية التي تهمه , ولا شك بأنه أصبح للمواقع الإلكترونية أهمية لا يستهان بها لدى جزء كبير من المواطنين السوريين لمعرفة ما يجري في وطنهم وقد تميزت بعض هذه المواقع لديهم ولاقت شعبية كبيرة من خلال الأسلوب الذي تتبعه في تناول الأخبار وطرحها على صفحاتها ولكل موقع طريقته وأسلوبه الذي يجذب القارئ أو يبعده إلى أن أصبح هناك مواقع للمؤيدين وأخرى للمعارضين ..
ففي بداية الأزمة كانت هناك بعض المواقع التي لا تذكر على صفحاتها أي خبر يتعلق بمسيرة مؤيدة للنظام وبنفس الوقت تذكر أي مظاهرة تخرج هنا وهناك وعلى العكس تماماً وبعض المواقع تتحدث عن إشتباكات وإطلاق نار من جهة النظام فقط ولكن بعض المواقع الأخرى تذكر وجود إشتباكات وإطلاق نار من جهة المسلحين فقط , بالإضافة إلى الأرقام المتضاربة بعدد الشهداء من الطرفين وعدد المؤيدين في المسيرات والمعارضين في المظاهرات إلى أن وقع المواطنون السوريون في حيرة من أمرهم فمن هو الموقع الصادق ومن هو الكاذب وحتى أننا لمسنا نقمة من بعض المواطنين على بعض المواقع المعارضة وأخرى مؤيدة ..
فهذه المواقع لا تستطيع أن ترضي الطرفين إلا إذا نشرت أخبارها بضمير صحفي وإحترام لعقل القارئ من خلال نشر الأخبار الصادقة والموثقة وعدم نشر بعض الأخبار على حساب بعضها الآخر والتركيز على خبر عادي دون إعطاء أهيمة لخبر أهم وإحترام الرأي والرأي الآخر وهذا ما ينقص أغلب المواقع حتى تكسب رضى القراء الذين يتابعوها , إلا أن هناك بعض المواقع ترفع شعار النفاق والتضليل وعدم إحترام فكر القارئ بالإضافة إلى حالة ( تمسيح الجوخ ) من أجل كسب رضى بعض الشخصيات السياسية إن كانت مؤيدة أو معارضة وضمان التمويل من أجل إستمرارية بعض المواقع الإلكترونية التي تعتمد على التمويل الخارجي ..
والغريب هو أن هناك مواقع كانت مؤيدة ثم أصبحت بين ليلة وضحاها معارضة وكذلك الأمر بالنسبة لمواقع أخرى وجدناها معارضة في فترة من الفترات ثم إنقلبت رأساً على عقب وأصبحت مؤيدة فما هو السر في هذه الإنقلابات والله وأعلم , ولكن موقع سيريانيوز لم تتغير سياسته منذ البداية وحتى ما قبل الأزمة لأنه كان ولم يزل يذكر الأخبار وما يحدث بمصداقيته التي لم تعجب البعض في بداية الأزمة وكانوا يقولون لماذا يتحدث عن وجود مظاهرات معارضة أو إشتباكات بين الطرفين بالرغم من أنه كان يتحدث عن وجود مسيرات مؤيدة إلا أنه وبعد مرور بضعة أشهر على الأزمة أصبحت المواقع الأخرى والتي يقولون عنها مؤيدة تتسابق في ما بينها لذكر كل ما يحدث على أرض الواقع وأخبار المظاهرات والإشتباكات تتصدر صفحاتها وكأنه أصبح لديها ضوء أخضر في ذكر مثل هذه الأخبار مع أنه كان من المفروض تناول الأخبار بمختلف أشكالها وألوانها وبغض النظر إن كانت ترضي أو تزعج المؤيدين أو المعارضين ..
ولكل من يهاجم موقع سيريانيوز أريد أن أقول له بأنه الموقع الوحيد في سوريا الذي ينشر كافة أنواع المساهمات التي تصل إليه من الكتاب والقراء إن كانت مؤيدة أو معارضة وليس مثل بعض المواقع الكيفية التي تنشر فقط المساهمات التي تعجبها وتلبي خطها وموقفها السياسي , وعلى سبيل المثال هناك موقع كان ينشر لي مقالاتي السياسية والإجتماعية ولكن عندما أرسلت له مقالاً أتحدث فيه عن الفساد لم ينشره وحتى عندما أرسلت له مقالاً من نوع آخر وهو النوع الذي يحب أن ينشره وفهمكم يكفي فإنه أيضاً لم ينشره وكأنه غضب مني ولم يعد يريد نشر أي مقال لي مهما كان نوعه أو شكله , فهل هذا برأيكم يدل على إحترام الرأي والرأي الآخر وهل هو فعلاً مع حالة الحوار الوطني والمصالحة التي نتحدث عنها كل يوم لأن الحوار والمصالحة يعني الحديث عن كل شئ وعدم وجود سقف معين للوقوف عنده إلا أنه فقد مصداقيته بنظري ولم يعد سبيلاً أعبر من خلاله عن رأيي ولا حتى عن ما يهم المواطنين السوريين ولعله يجد كل شئ إيجابي في حياتنا ولا يوجد أية سلبيات أو معاناة في حياة المواطنين والأمور بنظره بألف خير ولكن لا نعرف ربما مع الأيام يتغير لتغير بعض المعطيات وينشر كل ما رفض نشره لي مسبقاً , وإلى متى بعض المواقع تنشر لي المقالات المؤيدة فقط وبعضها ينشر لي المقالات الناقدة أو التي أتحدث فيها عن الفساد فهل هذه هي حرية التعبير التي يتحدثون عنها ويطمحون للوصول إليها وما المشكلة في نشر كافة أنواع المقالات إن كانت هذه المواقع تبحث فعلاً عن المصداقية والشفافية ..
وإسمحوا لي أن أقول وبكل شفافية إلى من كانوا يلومونني على نشر مقالاتي وخواطري ونثري على موقع سيريانيوز بأنني أحترم هذا الموقع لأنه يفسح المجال لي ولكل من يريد التعبير عن رأيه سواءً كان مؤيداً أو معارضاً لأننا بحاجة للشعور بالثقة والتنفيس عن كل ما يجول بخاطرنا دون أن ننظر لسقف معين وإلى من يحاول أن يقول لنا قفوا هنا ولا تكملوا ما تريدون التعبير عنه ومشاركة الناس به , فنحن أصبحنا في وقت يجب التعالي فيه عن كل هذه الحساسيات التي تعكر حياتنا وأن تكون المواقع الإكترونية شفافة أكثر وتنشر كل الأخبار حتى ترضي كل الأطراف وليس خبر على حساب خبر أو رأي دون الرأي الآخر ودمتم بخير .