news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
عيد الأمهات الحزين ... بقلم : كابي يوسف

في كل سنة كنت أتساءل مستغرباً: لماذا احتفالنا بعيد الأم يأخذ طابعاً حزيناً، رغم أنه عيد المحبة والعطاء والفرح؟ لكن عيدنا اليوم يغلفه الحزن حقاً، فالأمهات يجلسن في صمت رهيب. مشاعرهن تتأجج، لأنهن لم يعدن قادرات على فعل شيء في هذا الزمن العصيب.

سوريا تحترق  العائلات في خطر محدق، وأنتن أيتها الغوالي تفقدن الكفاءة على غير عادتكن في السعي والكد والتعب.


 أُقدم نصف عمري لأدخل إلى قلوبكن للحظات استرق منها نبضاتها الحائرة. وأضع يدي على جراحها لأعالج آلامها. لست طبيباً لكني أحاول أن أرد جزءاً من حنانكن. وأُقدم نصف عمري الآخر لأكون اليوم في محضركِ. أُقبل الأيادي والرأس والأقدام. آخ ياأمي، فأنا بعيد عنك مسافات. تفصلنا المحيطات، وخوفي يمنعني من ألتقاط عبق طهرك. إنه يحجبني عنك.

 

اغفري لي أرجوك، لطالما أحببتني وقبلتني كما أنا، وأحييت فيّ الأمل والثقة بأني سأكون أفضل.

اخبريني كيف تحتفلين بعيدك وأولادك مشرذمين، مُهجرين ومقهورين؟ كيف تهللين والحزن على امتداد ساحات الوطن عميق وعميم؟ هل تقدرين على توفير فرصة للضحك تواري فيك وفينا الأنين؟

أُمي: كل عام وأنت بخير والأعوام تمضي والخير ضنين.

أُمي، كل سنة وأنت غالية، والشر في ميزان الدنيا رخيص، وكثيف.

 

أُمي، أرجوك توقفي على شرفة منزلنا وتنشقي رائحة البارود، وودعي مواكب أولاد الوطن وهم يرحلون. انظري إلى السماء الملبدة بالدخان والغيوم، واصرخي لربنا: اطلبي منه رحمة لسوريا وذكريه بحادثة مشابهة جرت من مئات السنين، اخبري يسوع قائلة: لقد نفذ عند أبناء سوريا الخبز والصبر. فإن أجابك: " مالي ولك ياامرأة، فساعتي لم تحن بعد". افرحي وثقي على مثال العذراء الحنون، فهو يعرف مايقول رغم اختلاف المناسبة. عندها، كان يحتفل بالعرس واليوم يشارككن في المأتم الحزين.

2013-03-25
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد