شعر أنه وحيد في هذا العالم .
كان الجميع يلاحقه ليقتله . وكان يخاف الموت كثيراً . كان يعاف الخروج من المنزل .
لقد ضعف كثيرا بعد حادثة موت زوجته رحمها الله . لقد فقد مهارة العزف والغناء .
ولمن يعزف ويغني فحبيبة قلبه لم تعد هنا .
نظر من النافذة إلى الأفق . وكان غارقا في جحيم من الأفكار التي تضيق عليه عالمه الواسع . وجد في الطرف المقابل شخص يقف وراء نافذته أيضاً . وكان ينظر باتجاهه . وكانت نظراته وقسمات وجهه تضج بالحزن والأسى . ترى من يكون وما هو خطبه وهل فقد عزيزاً كما فقدت أنا ؟ .
أراد أن يجلب نظاراته ليرى بوضوح لعله يعرف الرجل . مد ذراعاه ليمسك النظارة . فلم
يجد يداه بل كان الريش يكسوهما وكان له جناحان . هرع إلى المرآة لينظر إلى ما حدث
له . فلم يجدها في مكانها المعتاد . أراد الخروج من باب المنزل لم يجد الباب . بل
وجد فتحة في الجدار فقفز منها لينتحر من شدة الخوف . فكان يحلق برعب شديد . وكان
قلبه يخفق بسرعة رهيبة .
لقد ظن لوهلة أنه إنسان ونسي أنه عصفور ..