أول ما يخطر على بال الإنسان عندما يسمع أو يقرأ كلمة الربيع هو تفتح الورود وأوراق وأزهار الأشجار وجريان الأنهار والينابيع وطبيعة خلابة وشمس دافئة وسماء صافية وتبدأ الناس بالرحلات إلى المناطق الساحلية والجبلية حيث نشهد ولادة حياة جديدة بكل معنى الكلمة ..
ولكن ماذا أصاب ما يسمى بالربيع العربي فهو لم يحقق أي غاية من غاياته المنشودة لأنه كان مسموماً بالشر الغربي فهذا الشر أينما حلَ يحل معه الموت والحرائق والكوارث البشرية وتسيل الدماء ولا يسلم منه حتى الحيوان وتصبح الطبيعة حزينة ويابسة والحقيقة مريرة ويائسة , ورحلة البحث عن الحرية والديمقراطية طويلة وعاجزة والنفوس البشرية ضريرة وطائشة
ولكن ما أكثر الخونة والمنافقين الذين يبيعون أوطانهم ويسرقون خيرات بلدانهم ويشترون الذل والعار لهم ولأهلهم ويبحثون عن مناصب لا يكتب لها أن تبدأ حتى تنتهي بنهاية غبائهم صحوتهم من سكرتهم لأن الوطن بحاجةٍ إلى رجالٍ ونساءٍ أوفياء له ولا يبيعون ذرة تراب واحدة منه مقابل مال الدنيا كلها , فهؤلاء هم من يتحدث عنهم التاريخ بفخر وتذكرهم الأجيال لعشرات السنين ولا تكون نهايتهم بموتهم ولا بنهاية مرحلة أو بداية عصر جديد لأن ذكراهم تعيش معنا في كل الظروف وعلى مر العصور
وهناك البعض من المتحمسين الذين يركضون وراء عواطفهم يفرحون بسقوط بعض الدول العربية التي مرَ عليها هذا الربيع اليابس ولكنهم لا يسألون هل حقق هذا الربيع مراد الشعوب العربية أم أنه حقق أطماع الدول الإمبريالية فهل زيادة نسبة الفقر والتشرد والجوع والأمراض والإغتصاب وبيع الأعضاء البشرية وسرقة الآثار والثروات الباطنية في هذه الدول هو دليل على نجاح ثوراتهم المصطنعة أم أن كل هذا من شروط حدوث هذه الثورات والإتفاق المسبق مع دول الحريات وحقوق الإنسان على بيع الدول العربية بالكامل حتى تصبح مثل ولاية أو محافظة من دولهم يمرحون بها من دون إذن أو شرط وكل ما يبتغوه هو مباح لهم
وكل ما يطلب من دول الخليج العبري من أموال ونفط يدفع في سبيل حفاظهم على حكمهم ومواصلة فسادهم وفجورهم وممارستهم لأهوائهم التي وصلوا بها إلى الدول الغربية وحتى داخل إسرائيل فهم لا يجري في أجسامهم الدم العربي ولا المعدن الأصيل المتعارف عليه بين العرب بل الحقد والكره والتآمر والغدر , فماذا حققت ما تسمى بالثورات العربية إن كان في مصر أو تونس أو ليبيا أو اليمن أو حتى في البحرين والسعودية هاتان الدولتان اللتان تم التعتيم على كل ما يحدث فيهما من حراك شعبي سلمي وقد تمت مواجهة هذا الحراك بالمدرعات الأمريكية وما زال الشعب يتظاهر ويطالب بالإصلاحات حتى يومنا هذا
إلا أن المطلوب هو أن تكون هذه الدول من دون رئيس وبلا قرار وحتى من دون جيش وطني يحمي الشعب والأرض فهل يسمى كل هذا ربيعاً أم أنه لعنة أصابت الوطن العربي وجعلته ربيعاً يابساً بدلاً من أن يكون ربيعاً مزهراً ونعمةً على الشعوب العربية التي تطالب بالإصلاحات .