news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
كيف تعامل الإنسان مع التفكير والدماغ ...بقلم : نبيل حاجي نائف

لقد صعب على الانسان القبول بالدماغ كسيد وقائد ومدير لكافة التصرفات والأحاسيس , وهو الكتلة الرمادية الرخوة التي لا تنبض ولاتتحرك, بينما رأى أن القلب يضخ الدم فتسري الحياة في البدن , فقد كان يحس ويشعر عواطفه وانفعالات مصاحبة مع خلجات وخفقان قلبه , واعتبر أن حركات قلبه هي التي تدل على شعوره وعواطفه وتفكيره , لذلك اعتبر القلب مصدر التفكير الأحاسيس والعواطف .


فالفراعنة لم يمنحوا الدماغ ما منحوه للقلب من مركز للفكر والإرادة. صمت الدماغ جعل منه عضواً غير ذي أهمية في رأي الإنسان لأجيال طويلة . فلا عجب إذا لم يحنطه المصريون ظناً منهم أن تفكير الإنسان قائم في القلب النابض , لقد جعل الفرعنة القلب ممثلاً للروح وصانعاً للأحلام والوعي , وكان وجود القلب ضروري لدخول الإنسان الحياة الخالدة , لأن لا حياة بدون قلب فكيف يكون بعث الحياة بغيابه . لذلك حنط الفراعنة القلب بحنوطاً خاصة لحفظة .


أما اليونانيون فقد أعطى بعضهم أهمية للدماغ ففيثاغوروس عزا للدماغ قوة النفس العاقلة , فقد كان اليونانيون يقسمون النفس إلى العاقلة والشهوانية والروح, والنفس العاقلة هي الفكر , ثم جاء تلميذه الكميون فربط بين الحس والدماغ, وقال أن الدماغ هو مركز الحس ومقر الفكر.


وقال ابقراط : " أومن أن الدماغ هو سيد الأعضاء , فالعين والأذن واللسان والأطراف ..., كلها تأتمر بأمره , وأكد أن الدماغ هو مقر النفس – الوعي - 
لكن أكثر الذين جاؤوا بعد سقراط لم يعتقدون ذلك فأهمل المفكرين الدماغ حتى القرن السادس عشر , ولم يأخذ العلماء بعظمة الدماغ . أما أفلاطون فقد نفى أية علاقة بين الدماغ والحياة النفسية للإنسان , إذ جعل للبشر نفساً بثلاثة أنواع , وأبقى للدماغ قوته المولدة للحواس السمع والبصر والشم ..., وأضاف أن القلب هو مقر العواطف. وكانت الضربة القاضية على الدماغ جاءت من صاحب المنطق والمعلم الأول أرسطو , الذي جرده من كل وظائفه المعروفة أنذاك, وجعل القلب مركز الفكر . أما الدماغ فما هو إلا جهاز لتبريد الدم .
وعندما أتى فرويد استعمل مفاهيم بسيطة غير دقيقة مثل الأنا والهو والأنا العليا والشعور واللا شعور وليس لها بنيات في الدماغ تمثلها بشكل دقيق .


لقد كانت المعلومات المتوفرة أيام فرويد قليلة وغير دقيقة . أما الآن فجزء لا بأس به من بنيات الدماغ قد وضحت بنيتها و حددت وظيفتها وحددت بعض اتصالاتها مع بعضها, وحدد أيضاً الكثير من آليات التفاعل الفزيولوجية والعصبية والكيميائية والكهربائية التي تجري بين هذه البنيات , فقد أمكن إرجاع الإشراط العادي إلى أسسه الكيميائية وأمكن معرفة عمل بعض الآليات الأساسية مثل معالجة الوارادات البصرية او معالجة الأصوات أو الكلمات والكثير غيرها بشكل مفصل ودقيق .
وبالاعتماد على تقسيم بنيات الدماغ حسب نشوئها ( المراحل الأربعة لطور الدماغ ) , وحسب الوظيفة التي تقوم بها كتمثيل صندوقي لعمل الدماغ أفضل بكثير .
وكذلك باستعمل مفهوم الذاكرة القصيرة والذاكرة المديدة - و استخدام مفهوم الذاكرة الدينمية والذاكرة البنيوية بدل منهما أفضل وأدق- 

 
وعرف الكثير عن الدماغ وعلاقة الدماغ بالوعي والتفكير, وأهم الأعمال الأساسية التي يقوم بها الدماغ منها - القيام بإدارة وتنظيم ومراقبة كافة عمليات وأعضاء الجسم - التعرف على الواقع و ما يتعرض الكائن الحي له من مؤثرات وذلك عن طريق ما يعتبر أحاسيس أولية للتعرف عليها , من أجل التعامل معها ومعالجتها وبالقيام بالاستجابة المناسبة وذلك بتقييم هذه المؤثرات حسب المفيد أو الضار له - وتطور وتوسع التقييم مع تطور وتنوع القدرات الحسية , وبعد نشوؤ أحاسيس اللذة والألم تم اعتماد ترافق الممتع مع المفيد وترافق المؤلم مع الضار , كمكافأة أو عقاب من أجل توجيه الاستجابات والتصرفات الكائن الحي . ومع تطور وتنوع وتوسع بشكل هائل ما يرد إلى الدماغ من المستقبلات الاحاسيس صار من الضروري تنظيم وترتيب معالجتها من أجل الاهتمام بالأهم والضروري معالجته أولاً , وبذلك نشأ ما يمكن اعتباره بمثابة "مكتب الدخول" الذي يتحكم بتنظيم دخول الكميه الهائلة من المعلومات الأتية من المستقبلات الحسية فلا يدخل إلا الهام والضروري منها لمعاجته وتحديد التصرف المناسب له . . . الخ


الجهاز العصبي :


هو أهم الأجهزة التي تميز المملكة الحيوانية. يشاهد عند كل الكائنات الحية إبتداءً من وحيدات الخلايا وحتى الثدييات حيث يكون مؤلفاً من دارات بسيطة عند وحيدات الخلايا ثم يزداد تعقيداً كلما صعدنا في سلم التطور ليصل إلى أقصى درجات التعقيد والكفاءة عند الإنسان.
يقوم الجهاز العصبي بإستقبال المعلومات الواردة من المحيط الخارجي بواسطة أعضاء الإحساس ومن الأعضاء الداخلية بواسطة المستقبلات الحسيةالمنتشرة في المفاصل والعضلات والأحشاء، حيث تعالج تلك المعلومات ، ليصار لإصدار استجابة مناسبة بما يتناسب مع المعلومات الواردة .
ويقوم بتوجيه الفعاليات العضلية ،ومراقبة الأعضاء التشريحية . ولدينا يعتبر المسؤول عن عمليات التفكير و المحاكمة و الخيال والذاكرة بالتالي فهو مرتبط بالعديد من الفعاليات التي توصف بالعقلية .


فالبنية الوظيقية العامة للجهاز العصبي بسيطة للغاية حيث يتألف من مستقبلات أو حواس يتعرف بها على الأوضاع والظروف التي يتعرض لها الكائن الحي , فوظيفة المستقبلات أو الأحاسيس هي التعرف على المؤثرات الداخلية والخارجية من أجل التعامل معها باستجابة مناسبة تحقق بقاء الكائن الحي . فالتعامل مع الخيارات المتاحة هو أساس التفكير , من أجل تحديد الاستجابة المناسبة للتعامل مع الظروف والمؤثرات التي يتعرض لها الكائن الحي , وذلك بهدف تكيف الكائن الحي معها وتحقيق متطلبات بقائه واستمرار ذريته .


فالجهاز العصبي شبكة اتصالات داخلية في جسم الحيوان، تساعده على التواؤم مع التغييرات البيئية المحيطة به , ويمتلك كل حيوان ماعدا وحيدات الخلية ( الأولية البسيطة ) نوعاً من الأجهزة العصبية , وتمتلك الحيوانات اللافقارية جهازًا عصبيًا يتراوح بين شبكات بسيطة من الأعصاب وجهاز عصبي منظم مرتبط بدماغ بدائي .


الجهاز العصبي عند الحيوانات اللافقارية


تمتلك الحيوانات اللافقارية المتعددة نوعًا ما من الأجهزة العصبية ذات عصبونات كبيرة مقارنة بتلك التي عند الإنسان. فمثلاً تمتلك الحيوانات البسيطة، مثل الهَيْدرا جهازًا عصبيًا يتكون من شبكة عصبية تنتشر في كل خلايا الحيوان. ولا يمكن التمييز بين المحاوير والتغصنات، و لذلك تنتشر الدفعات العصبية بصورة شاملة في كل الحيوان عند بدئها من موضع التنبيه. ومن ناحية أخرى تمتلك الديدان والحشرات جهازًا عصبيًا مركزيًا معقدًا يتكون من عَصبونات كثيفة مُشكّلة ما يُسمى الحبل العصبي المليء بالعُقد ذات القدرة على تنظيم أنشطة هذه الحيوانات وتنسيقها. وإضافة لهذا نلاحظ في مقدمة الحيوان وجود تجمعات من العقد تمثل مايُسمى الدماغ البدائي. وللحشرات كذلك تجمعات عُقدية في الصدور مسؤولة عن تنسيق حركتها.
ومن ناحية عامة تتشابه آليات حدوث الدُفعات العصبية والكوامن المشبكية في كل من الإنسان والأنواع المتقدمة من الحيوانات اللافقارية
عندما تكون بعض الحيوانات مجردة من المكون الأساسي للجهاز العصبي و المسمى الدماغ يكون الجهاز العصبي عاجزا عن تشكيل أفكار أو إظهار مشاعر .


الحيوانات الفقـارية :


تمتلك الحيوانات الفـقارية , من ثدييات , وطيور وزواحف , وبرمائيات , وأسماك جهازًا عصبيًا يشبه من حيث الشكل والتركيب ذلك الذي لدى الإنسان .
يعتبر الدماغ بشكل خاص و الجهاز العصبي عامة المسؤول عن "إحياء" (بث الحياة) في الحيوانات (بكل ما يميز هذه الحياة من فعاليات) (تعتبر الإسفنجيات استثناء في هذا المجال) ، و لنفس السبب فإن المواد الكيميائية السمية التي تعطل عمل الجهاز العصبي تسبب سريعا الشلل من ثم الموت أحيانا كثيرة.


 
2013-07-23
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد